مصلحة لبنان فوق كل اعتبار
كل مرّة يسافر رئيس الجمهورية الى الخارج خصوصاً الى دول مجلس التعاون الخليجي والسعودية بالذات نجد أنّ حملة إعلامية تستهدف إحدى دول مجلس التعاون الخليجي، وهذه المرة نلاحظ أنّ الحملة تشتد على دولة الإمارات العربية وهي ليست الأولى ولكنها تتكرر بين الحين والآخر، ومن أسفٍ شديد معظم تفاصيل هذه الحملة، إن لم تكن كلها، هي افتراء بافتراء.
والعجيب الغريب الذي لا نجد له تفسيراً كيف أنّ “حزب الله” يعتبر أنّ الرئيس ميشال عون حليفه، وفي الوقت ذاته يسمح للإعلام التابع له بخلق هذه الأجواء ضدّه.
وفي الوقت الذي يدعو رئيس الجمهورية الكويت وسائر دول مجلس التعاون الخليجي الى الاستثمار في لبنان نرى إعلام ما يسمّى بـ”المقاومة”، المفترض أنه إعلام حليف لفريق رئيس الجمهورية، يعرقل ويبحث عن أسباب للعرقلة سواء أكانت حقيقية أم مختلقة… وكأنّ عودة العلاقات الطبيعية والجيّدة بين لبنان ودول الخليج العربية أمر يزعج “الحزب” ومن وراءه.
ثم انّ الكويت أكدت على مواصلة المساعدات الى لبنان عبر الصندوق الكويتي للتنمية، وقد أصدر سمو الأمير أوامره الى الصندوق لتلبية طلبات لبنان ومدّه بالقروض.
واليوم بات واضحاً أنّ الاقتصاد اللبناني يعاني أزمة كبيرة لأسباب معروفة أبرزها بالتأكيد مرحلة سوء العلاقة مع المملكة العربية السعودية وسواها، ما انعكس سلباً على السياحة التي هي مورد أساسي للدخل الوطني… والتي لن تستعيد عافيتها إلاّ بعودة مواطني الخليج لتمضية عطلاتهم ومواسم الإصطياف والإشتاء وكذلك الأعياد في لبنان.
وبالمناسبة نتمنى على فخامة الرئيس أن يخصّص لهذه الزيارات المهمة والمثمرة وقتاً أطول فلا تقتصر على يوم ويومين، ذلك أنّ هناك أموراً وقضايا ومسائل عديدة عالقة أو مستجدّة تقتضي وقتاً مطوّلاً لبحثها ومعالجتها.
كما نتمنى ألاّ تقتصر الزيارة على الكويت وحدها بل أن تشمل سائر بلدان مجلس التعاون الخليجي تباعاً.
وللمناسبة فإنّ “حزب الله” يضرب مصالح اللبنانيين الموجودين في الخليج عرض الحائط، ولا يتورّع عن أي تصرّف من شأنه أن يسيء إليهم من دون أن يرف له جفن، علماً أنّ أموال الحزب تأتي “نظيفة شريفة” من إيران…
وتأتي زيارة مارشال بيلينغسلي، مساعد وزير الخزانة الاميركية الى لبنان في هذا الوقت الدقيق لتضيف حذراً وتوقظ التنبّه خصوصاً وأنّ الزائر يأتي لمتابعة الإدعاءات الاميركية التي تتهم “حزب الله” بتمويل أنشطة الإتجار بالمخدرات وتبييض الأموال… ومع أنه صحيح أنّ “ما في دخان من دون نار”، لسنا في موقع توجيه الإتهام، أو تبنّي أي تهمة، ولكنّ الوقائع التي تذكرها بلدان خارجية عديدة بما فيها بعض بلدان أميركا الجنوبية (بعد الولايات المتحدة الاميركية بالطبع) توضّح كل شيء بالأرقام والأسماء.
ولا يكفي ما يقوله سماحة السيّد حسن نصرالله من أنّ إيماننا وعقيدتنا لا يسمحان بتجارة المخدرات وما سوى ذلك… بل يجب استئصال هذه الآفة والمتاجرين بها جذرياً.
عوني الكعكي