تتساءل الأوساط عن أسباب دعوة رئيس الحكومة وليس رئيس الجمهورية الى الرياض لحضور اللقاء مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب في زيارته التاريخية الى المنطقة.
تبيّـن أنّ الرئيس دونالد ترامب طلب من الملك سلمان أن يعقد اجتماعاً مع “قادة” مسلمين للدول الاسلامية… بمعنى أنه جاء الى المنطقة ليجتمع مع المسلمين.
من هنا كان توجيه الدعوة الى الرئيس سعد الحريري…
وطبعاً انّ المتضررين من العلاقة المميزة التي تربط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري لم يرق لهم أن يذهب الحريري لتمثيل لبنان.
والذين يبحثون عن ثغرة للتدخل للفرقة بين الرئيسين حاولوا الاستفادة من هذه النقطة، علماً أنّ العلاقة بين الرجلين تشبه الى حد كبير العلاقة بين المرحومين بشارة الخوري ورياض الصلح.
ومن اليوم، وحتى انتهاء قمة الرياض وعودة الرئيس الحريري الى بيروت سيبقى المتضررون على نهجهم في نسج التحليلات والشائعات حول هذه المسألة، ودائماً بغرض الدس والفرقة.
وفي المقابل، فإنّ مَن يعرف الرئيس ميشال عون ومدى العلاقة التي تربطه بالرئيس سعد الحريري يعلم أنه لن يتوقف ولو لثانية ولن يفكر لثانية واحدة في هذا الموضوع.
الى ذلك، فإنّ الرئيس سعد الحريري يتعرّض لحملات مغرضة بأنه يتهاون خصوصاً عندما أذن لمدير عام القصر الجمهوري بإصدار بعض القرارات ذات الطابع الإجرائي…
علماً أنّ جميع رؤساء الوزراء، تقريباً، درجوا على اتخاذ مثل هذا الموقف… ولكن الدسّاسين هذا دأبهم دائماً.
وللتاريخ نقول إنّ الرئيس سعد الحريري وانطلاقاً من إيمانه بضرورة ألاّ يكون موقع رئاسة الجمهورية شاغراً، من أجل ذلك اتخذ القرار التاريخي بتأييد العماد ميشال عون، وكانت هناك معارضات حتى من أقرب الناس إليه… وتعرّض لحملة جانية، ولكنه، وإيماناً منه بأنّ مصلحة الوطن هي فوق كل اعتبار وفوق كل المصالح، لم يتوقف عند التخرصات، ومضى في مساره.
وفي الحديث عن هذا الموضوع نستذكر قصة جحا وابنه والحمار، التي يعرفها الجميع… ومن فاتته معرفتها فليتصل بنا، لنطلعه على وقائعها الظريفة ذات المغزى الكبير.