لا ندري لماذا هذه الضجة حول القرار الذي اتخذته مملكة البحرين بسحب الجنسية من آية الله الشيخ عيسى قاسم المرجعية الدينية للطائفة الشيعية.
فعلاً عجيب غريب رد فعل إيران التي تعتبر نفسها مسؤولة عن مشروع ولي الفقيه وآيات الله في العالم، هنا ليس عندنا أي اعتراض على اتخاذ أي قرار يخص إيران، أمّا التدخل في شؤون دولة أخرى فهذا ما لا يحق لها، لأنّ مملكة البحرين أعلم بشعابها وهذا القرار يخص المملكة وليس لأي دولة في العالم أن تتدخل، وأي تدخل من أي دولة يعتبر تدخلاً في الشؤون البحرينية الداخلية، وهذا غير مقبول مهما كانت الأسباب، دينية أم غير دينية.
من ناحية ثانية، على افتراض أنّ دولة عربية معيّنة لا يعجبها قرار أو شخصية أو حكام في إيران فهل هذا يسمح لها أن تعترض أو أن تتدخل؟ طبعاً لا.
واللافت البيان الذي صدر عن «حزب الله» والذي ينتقد فيه قرار مملكة البحرين، ولا ندري ما علاقة «حزب الله» بهذا القرار، طبعاً إلاّ إذا جاء القرار من إيران، وهذا ما يجبر «حزب الله» على أن يصدر هذا البيان… وهنا نسأل الحزب: ما هي مصلحة لبنان واللبنانيين بهذا البيان؟ وأيضاً، ماذا عن اللبنانيين الذين يعملون في البحرين؟ وماذا عن مصالحهم؟ وماذا لو طلبت البحرين منهم أن يغادروا البحرين لأنّ مصلحة البحرين فوق مصلحة الاشخاص؟
إنطلاقاً من ذلك ساعة يتدخل «حزب الله» في الحرب في سوريا وأصبح عدد القتلى أكثر من 2000 شهيد… لمصلحة من يموت هؤلاء؟ من أجل ولاية الفقيه أو من أجل كرسي بشار الأسد؟
ألم يحن الوقت ليعود القادة في «حزب الله» الى رشدهم وإلى تغليب مصلحة لبنان على مصلحة إيران؟
لقد أصبح «حزب الله» اليوم حزباً إيرانياً وليس له أي علاقة بلبنان وبمصلحة لبنان ولا بمصلحة الشعب اللبناني.
كفى استهتاراً بمصلحة الوطن.
أما التضحيات الكبرى التي قدّمها «حزب الله» من أجل تحرير لبنان فيشكر عليها، أمّا أن يتحوّل «حزب الله» الى أداة للقتل ولتنفيذ مهمات كلها لمصلحة إيران، فهذا ضد مصلحة لبنان وبالتالي فهو غير مقبول.