زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي قصر بعبدا ولقائه رئىس الجمهورية ميشال عون، يفترض ان تكون بين رجلين لا ثالث معهما، لبحث نداء هام اطلقه الراعي للرئىس عون، وللامم المتحدة، وللدول الصديقة والشقيقة، لتحرير الشرعية من جهة، والمساعدة على تحييد لبنان عن مشاكل المنطقة، لكن ما تمّ تسريبه عن هذا اللقاء يشي ربما بأن احدا ما كان في الاجتماع، وسرّب بعضا مما دار بين الرجلين، او ان ما نسب الى الرئيس عون دعوته بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الى عدم استفزاز حزب الله هو غير صحيح ومفتعل وهدفه زيادة التوتر على الساحة اللبنانية وبالتالي يفترض بالقصر الرئاسي وببكركي توضيح الامر لأن ما نقل عن الرئىس عون اذا كان صحيحا ليس بالامر البسيط والسهل، فهو اعلان غير مباشر لرفض تحييد لبنان حتى ولو كانت اكثرية الشعب اللبناني التواقة الى اعادة لبنان الى حالة الهدوء والسلام والاستقرار ترغب بتحييد لبنان واذا اقتضى الامر لماذا لا يعدّل الدستور ويطرح الامر على الشعب في استفتاء حرّ، وللتذكير ان الرئىس عون كان دائما يطالب بإجراء استفتاءات في القضايا المصيرية التي يواجهها لبنان.
لم يعد مقبولا ابدا ان تهمّش الناس وان تكبت الاصوات خصوصا عندما يكون المطلب يصبّ في مصلحة لبنان ومصلحة جميع اللبنانيين دون استثناء احد اما القول بأن لا تحييداً بوجود «اسرائىل» فهو كلام حق يراد به الباطل لان لبنان والبطريرك الراعي لا يمكن ان يكونا حياديين بالنسبة الى الحق الفلسطيني، ولا يمكن ان يقبلا بوجود دولة «اسرائىل» ولكن لبنان غير قادر وغير منطقي وغير طبيعي ان يتحمل هذا العبء وحيدا ومن حق شعبه ان يعيش الحياة الطبيعية التي يعيشها غيره ولو ان الحكومات التي تعاقبت منذ عقود، وكانت بمعظمها غير حيادية، قدّمت للبنان غير الدماء والدموع والدمار والهجرة، كان يمكن القول ان نداء البطريرك الراعي في غير وقته ولا قيمة له، ولكن في وضع لبنان الحالي التعيس، هناك امكانية كبيرة ان يكون تحييد لبنان خطوة ايجابية واساسية في انقاذ لبنان من الانهيار الشامل، على يد اشقائه واصدقائه وايدي الشعب اللبناني.