IMLebanon

المحرقة

 

منذ الحرب العالمية الثانية واليهود يتّحدّثون عن المحرقة النّازيّة فماذا الآن عن المحرقة الإسرائيلية في غزّة؟

السّبت القمّة العربيّة والأحد الإسلاميّة في الرًياض وسط خلافٍ قوي بين مفهومي الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النّار فالهدنة تُدخل بعض المساعدات مقابل إطلاق حماس بعض الأسرى وهذا يعني حلّ لأيّام قليلة يستأنف بعدها القتال، أمّا وقف إطلاق النّار فهو بندٌ أساسي في القمّتين العربية والإسلاميّة لانّه المدخل الى حلّ الدولتين وإنهاء الصّراع الّذي دفع ثمنه الأطفال والمدنيين.

 

وتقود الرّياض حلّ الدّولتين انطلاقًا من المبادرة العربيّة المعروفة لوقف المعارك بصورة نهائية وتأمين منطقة آمنة في الشّرق الأوسط.

وتُجرى الآن اتّصالات عربيّة وأجنبية لتنسيق بيانين القمّتين لا سيّما من وجهة النّظر الدّيبلوماسيّة القائمة على ما بعد حرب غزّة واعتبار الأرض فلسطينيّة تديرها المؤسّسات الفلسطينية كما كتب الرّئيس محمود عبّاس في خطابه المعدّ للقمّتين.

ويبقى السّؤال هل الأمر يحتاج الى محادثات بين السّلطة الفلسطينية وحماس؟

أوساط فلسطينية تقول انَّ حماس جزء من السّلطة بحكم وجودها كفصيلٍ فلسطيني في منظّمة التّحرير وان ابتعدت عنها، وهنا يبرز دور قطر في قيادة هذا الأمر وقيادة إعادة الإعمار الّتي تتطلّب مليارات الدّولارات وتعويضات لعوائل الشّهداء والجرحى مع العلم انَّ الشّهداء أكثر من عشرة آلاف والجرحى عشرات الآلاف والأبنية سوّيت بالأرض وإعادة تأهيل ما تبقّى من منازل غير صالحة للعيش الآن.

لبنانياً خطفت زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الأضواء وان كانت لساعات وحسب مصدر ديبلوماسي فإنّه جاء برسالة سريعة تقول بعدم توسيع الحرب في الجنوب حفاظاً على لبنان وبنيته التّحتيّة ومنعاً لانهيار اقتصادي جديد قد يُعيد لبنان عشرات السّنين الى الوراء.

وبدا هوكشتاين حريصاً في ان لا تكون كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تصعيديّة يوم السّبت أي يوم القمّة العربيّة.

وتتخوّف أوساط حزب الله من طابورٍ خامس يعمل مع إسرائيل ويعطي معلومات عن أوضاع المقاومة في الجنوب ولا سيّما من هم من السوريين النّازحين المنتمين الى فصائل إرهابيّة وهذا ما يجعل المسألة تقود الى خشية وقوع حربٍ أهليّة إذا ما كانت هناك أطراف أخرى لها الموقف نفسه في معارضة حزب الله في دفاعه عن لبنان.

ويحرص الرّئيس نجيب ميقاتي الّذي سيشارك في القمّتين العربيّة والإسلاميّة على تأكيد حياديّة لبنان في الحرب رغم تعاطفه مع فلسطينيي غزّة بأطفالها ونسائها وشيوخها.