Site icon IMLebanon

موقف لبنان في اسطنبول موضع رصد هل بدأ تصحيح العلاقات مع السعودية؟

كشفت مصادر موثوقة لـ”النهار” انه سيتوقف على الموقف الرسمي الذي سيعلنه لبنان في مؤتمر القمة الاسلامية الذي يعقد في اسطنبول في 14 و15 الجاري المسار الذي يمكن ان يبنى عليه لبدء اعادة تصحيح لبنان علاقاته مع الدول الخليجية ولا سيما مع المملكة العربية السعودية وسط توقعات لهذه المصادر ان يعلن الوفد اللبناني الذي يرأسه رئيس الحكومة تمام سلام ما يمكن ان يعتبر على المستوى العربي والخليجي مواقف تكرس موقع لبنان العروبي في محيطه ومصلحة لبنان ايضا. فمنبر القمة الاسلامية المرتقبة في تركيا سيشكل امتحانا مهما هو الاول بعد تردي علاقات لبنان مع محيطه وستكون له ابعاد سياسية لما يمكن ان يليه نحو افاق افضل في هذه العلاقات انطلاقا من ان سنونوة واحدة لا تكفي للتبشير بالربيع لكن ستكون بداية تصحيح انطلاقا من اقرار لبناني ولو غير مباشر ان المواقف السابقة التي عبرت عنها السياسة الخارجية للبنان كانت خاطئة واساءت الى علاقات لبنان العربية. والمؤشر المهم الذي اعطى ملمحا ايجابيا في هذا الاطار كان اللقاء الذي جمع الجمعة الفائت وزير الخارجية جبران باسيل والسفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري للمرة الاولى منذ بدء هذه الازمة ما اعتبر علامة ايجابية فهم منها ان ثمة انفتاحا سعوديا على المعالجات ولو ان الامر لا يزال في بداياته. وقد علمت “النهار” ان السفير عسيري كان مرتاحا جدا للقاء الذي تم بناء على طلبه، ووفقا لما نقل عنه وجد اللقاء متميزا وبناء ومتسما بصراحة كبيرة بحيث يمكن ان يبنى عليه لجهة مواقف لبنان ازاء محيطه العربي كما ازاء المملكة السعودية بحيث يمكن اعتبار اللقاء تطورا إيجابيا في انطلاق المعالجات نحو اعادة تطبيع العلاقات اللبنانية – السعودية التي يبدو لبنان في احوج الظروف اليها وسط ازماته المعقدة وخصوصا وسط ازدياد الخشية من عمليات ترحيل واسعة للبنانيين العاملين في الدول الخليجية اضافة الى انعكاسات سلبية اخرى نتيجة للتوتر الذي حصل على خلفية اتخاذ لبنان مواقف لم تصب في خانة مصلحته العربية. فثمة 45 دقيقة استغرقها لقاء المصارحة بين الوزير باسيل والسفير عسيري لم يتم فيها العودة الى الثغر التي شابت الموقف الرسمي اللبناني بل الحرص على مواقف مستقبلية مختلفة بما يشي، ولو من دون اقرار الخارجية اللبنانية بذلك، بان المواقف السابقة لم تكن سليمة كليا فضلا عن ان البحث تناول الموقف المرتقب للبنان في مؤتمر اسطنبول والتوقعات العربية او السعودية منه بمعنى ان يكون لبنان من ضمن الاجماع العربي ومع محيطه وليس خارج هذا الاجماع او هذا المحيط.

من المبكر بالنسبة الى المصادر المعنية القول ان صفحة التوتر او التباعد قد طويت استنادا الى ان المواقف المنتظرة والافعال لاحقا ستبرهن مدى صدقية لبنان في المحافل الاقليمية والدولية لكنها بداية ” خير ” في العلاقة وفقا لتعبير هذه المصادر وبداية اعادة العجلة الى الامام. وتبعا لذلك لا تستبعد هذه المصادر لقاء محتملا بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس سلام على هامش القمة في اسطنبول بحيث يعطي زخما اضافيا للموقف الرسمي اللبناني لجهة نيته في تصحيح العلاقات مع الدول الخليجية كما موقف لبنان من القضايا والمسائل العربية. والمفارقة ان اللقاء المرتقب يرد في شكل مباشر على ما اثير من شكوك في شأن صحة الملك السعودي علما ان الزيارة التي يقوم بها الى مصر منذ ثلاثة ايام والجهد الذي تفرضه فضلا عن الحجم الهائل من الاستثمارات والمساعدات التي قدمتها المملكة لمصر تدحض المنطق حول صحة الملك كما تدحض الكلام على انهيار مالي للمملكة الامر الذي دفعها وفق البعض الى التخلي عن لبنان. وكان السفير عسيري رد سابقا على ما ذهبت اليه وسائل اعلام لبنانية في هذا الاطار معتبرا انه اقل ما يقال في ما نشرته انه يجافي الحقيقة وفق ما اورد في بيانه وان المملكة بخير ولا تزال كذلك.

في اي حال يبدو ان الامور تتجه الى ان تسلك الطريق الصحيح على طريق اعادة رأب التصدع في العلاقات اللبنانية السعودية ولو انها في بدايته. فما يحتاج اليه لبنان وفقا لهذه المصادر هو ان يميز لبنان ووفقا للتعبير الخليجي بين ” الزين والشين” اي بين ما هو في مصلحته وما هو ضدها فضلا عن تعويل المملكة في شكل خاص على اهمية وضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في اقرب وقت ممكن نظرا الى دور الموقع الرئاسي الاول في البلاد من اهمية في استعادة مكانة لبنان الاقليمية والدولية واستعادة الاحترام للبنان ونظرا الى مدى الخلل الذي يحدثه الشغور الرئاسي في العلاقات بين لبنان والخارج. وفيما اعتبرت بعض الاوساط السياسية الحكم الذي اصدرته محكمة التمييز العسكرية في حق الوزير السابق ميشال سماحه مؤشرا او رسالة ايجابية عن السعي الى اخراج لبنان من التأثير المتعاظم لـ”حزب الله”، فان المصادر المعنية رأت في الحكم مؤشرا ايجابيا في اتجاه الحق والعدالة لكن لا رهان عليه حول مدى تأثيره على العلاقة مع المملكة. وكذلك الامر بالنسبة الى ما يمكن ان تساهم فيه زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبيروت من ايجابيات باعتبار ان ما يتصل بعلاقات لبنان بالدول الخليجية يعود الى لبنان بالذات وقراره في اعادة موقعه الى حيث هو وليس الى طبيعة الوساطات على اهميتها.