بين مدّ وجذر تتأرجح مفاوضات التهدئة في غزة، ومثلها الوضع الميداني على جبهة لبنان الجنوبية، من أخذ ورد واستهدافات، على وقع استمرار التحذيرات والتهديدات وآخرها أميركي، يؤكد ان “إسرائيل” قادرة على شن هجوم ضخم على لبنان، والحاق دمار كبير فيه.
اوساط مطلعة على اتصالات التهدئة اشارت الى ان الموقف الاميركي غير واضح بالنسبة الى لبنان، حيث ثمة انقسام كبير في الرأي حول كيفية التعاطي مع ملفه الشائك، خصوصا ان كل مساعي الوسيط اموس هوكشتاين ستكون دون جدوى في حال وصول المرشح الجمهوري، الذي بدا فريقه “اللبناني” يعد تسويات تنطلق من البنود الـ 12 التي اعلنها وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ابان وجوده في الوزارة.
وتكشف الاوساط، ان كل الكلام الذي ينسج حول مضمون اتصالات هوكشتاين الاخيرة مع القيادات هو غير دقيق، فالاخير لا يملك أي تصور لليوم الثاني لوقف الحرب على الجبهة الجنوبية، وان المشاريع التي سبق واعدها، تحظى بمعارضة داخل الادارة الديموقراطية، خصوصا في صفوف العسكر، حيث هناك انقسام حاد تجاه الوضع اللبناني، بين المخابرات العسكرية الاميركية ووكالة الاستخبارات المركزية، لجهة تقييم الاوضاع والتعامل معها.
وبحسب الاوساط فان حرب لبنان هي حرب الولايات المتحدة الاميركية بالدرجة الاولى، و”تل ابيب” بالدرجة الثانية، ذلك ان توجه الادارة المستقبلية يقوم على اعتبار لبنان “محمية اميركية”، لا تقاسم للنفوذ فيه مع احد، وهو ما يستوجب رسم توازنات جديدة تحكم اوضاعه.
وتتابع الاوساط ان الفترة الفاصلة عن 24 تموز، موعد زيارة نتانياهو لالقاء كلمته في الكونغرس، قبل مباشرته لجولة واسعة من الاتصالات، جزء اساسي منها ذات طابع عسكري، حيث سرّب انها ستشمل استكمالا للمباحثات حول تفاصيل العملية العسكرية التي ينوي شنها ضد لبنان، والتي وضعت واشنطن خطا احمر لها، يتمثل بعدم استهداف البنى التحتية للدولة اللبنانية على انواعها.
وتتابع الاوساط بان التقييم الاميركي للوضع الميداني جنوبا، يشير الى ان “تل ابيب” حققت ما لا يستهان به رغم الكلفة التي تدفعها، فهي دمرت عددا كبيرا من القرى، كما انها تمكنت من اغتيال قيادات الجبهة العسكرية، وهي رسائل ابعد من الاشخاص التي طالتهم، بمعنى انها باتت تعرف تركيب الوحدات المقاتلة وانتشارها وتواجد قادتها.
ورأت الاوساط ان ثمة تسليما دوليا بضرورة تطبيق القرار 1701 بحرفيته، وهو ما اقرت به الحكومة اللبنانية بجلستها الاخيرة، وبالتالي فان تطبيقه يقع على عاتق الامم المتحدة بالتعاون مع الجيش اللبناني، وهو ما يستلزم اجراءات معينة، يتوقف على بتها شكل اليوم الثاني للحرب على الجبهة الجنوبية.
وفي معرض مخاوفها، ابدت الاوساط تقديرها، ان الفترة الفاصلة عن 24 تموز ستشهد سلسلة احداث متتالية ذات طابع امني – عسكري، على ان تنقلب المعادلات بعد زيارة نتانياهو الاميركية، من هنا فان الايام الفاصلة دقيقة جدا، وقد تحمل معها تطورات خطيرة.
وكشفت الاوساط ان رئيس حكومة العدو لن يرحل ولن يوقف حربه المفتوحة قبل حسم الانتخابات الرئاسية الاميركية، اذ بدا ان “اللوبي اليهودي” في اميركا بدأ يميل لصالح خيارات نتانياهو وسياساته، وهو ما قد يمنحه فترة سماح اضافية لانجاز ما يخطط له.