عندما ينفض العالم يده من لبنان، وعندما يستقيل ٥ نواب من تكتل لبنان القوي، يعني أن التكتل ضعف وتراجع وأن لبنان انهار، ويعني استطرادا أن العهد يعيش اسوأ ايامه، ليس بسبب ضعف تياره فحسب، بل لأن هناك فجوة كبيرة بين العهد وبين الاحزاب ذات الاغلبية المسيحية، وبين شخصيات مسيحية ذات حيثية شعبية محترمة، وعلى الصعيد الوطني، الوضع اسوأ بسبب التوتر بينه وبين حركة امل وتيار المستقبل والتقدمي الاشتراكي وشخصيات اسلامية ،اضافة الى جماهير «انتفاضة تشرين» وموقف رجال الدين المنتقد لسلوك العهد ولتحالفاته وحكومته المشلولة.
تصرفات « قضاء « العهد ومقاطعة الدول العربية المنتوجات الزراعية اللبنانية، كانتا الضربة القاضية التي قصمت ظهر العهد، والتي دفعت التيار الوطني الحر، رئيسا ونوابا وقياديين الى شن حملة اتهامات مجنونة في جميع الاتجاهات، خصوصا باتجاه الرئيس المكلف سعد الحريري، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وصلت «طراطيشها « الى سيد بكركي، دون أن يتوقفوا عند «الخبز والملح « بينهم عندما حجوا الى معراب وبيت الوسط لتأمين انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية.
المعارك الجانبية التي يخوضها التيار تحت شعار حفظ حقوق المسيحيين، لم تنسف تشكيل الحكومة فحسب، لكنها تركت الفوضى تسرح وتمرح في مختلف المناطق وخصوصا المناطق ذات الغالبية المسيحية، وحوّلت لبنان الى منصة للتهريب في جميع انواعه وتحديدا في المطار والمرفأ والحدود مع سوريا، علما بأن البطريرك بشارة الراعي كرر أكثر من مرة أنه يريد «حكومة وطنية من اختصاصيين مستقلين عن الاحزاب»، فلماذا أذن لا يجلس بكل حضارة ووطنية رئيس الجمهورية والرئيس المكلف واختيار الوزيرين المسيحيين الكفوءين من دون طمع بثلث او ربع معطل، لأن المطلوب العمل وليس التعطيل.