IMLebanon

هذا ما سيحمله معه لودريان الى بيروت…

 

تعيش الساحة الداخلية مرحلة ترقّب وانتظار لما يجري في المنطقة، وعلى المستوى الدولي بشكل عام، خصوصاً مع الزيارة المتوقّعة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان، والتي تتزامن مع تفاعل الأزمات الداخلية سياسياً واقتصادياً، ومع اقتراب الإنتخابات النيابية في أيار المقبل. ويشار إلى أن لودريان يعتبر من الديبلوماسيين المتشدّدين، والذين يرفعون سقف مواقفهم، وهو الذي قام مراراً بتوبيخ المنظومة السياسية القائمة.

 

ماذا يحمل لودريان معه إلى بيروت؟ ثمة من يشير إلى أن وزير الخارجية الفرنسي أعرب خلال لقاء جمعه بأحد كبار المسؤولين الروس، بأن لبنان ذاهب إلى زوال، وهو صاحب هذه العبارة الشهيرة، لافتاً إلى أن باريس سبق لها وأن حذّرت المسؤولين اللبنانيين من القادم إلى بلدهم، بعد إطلاق الرئيس إيمانويل ماكرون لمبادرته، ليتبيّن لاحقاً بأن الأمور ساءت أكثر، وليس من أي خطوة أُنجزت أو نُفّذت، وتحديداً على مستوى الإصلاح في مؤسّسات الدولة اللبنانية وإداراتها.

 

توازياً، تشير مصادر مطّلعة على الأجواء الفرنسية، إلى أن لودريان سيحمل معه إلى بيروت قراراً فرنسياً حاسماً، يحذّر من خلاله المسؤولين اللبنانيين كافة من تعطيل الإنتخابات النيابية، وسيدعوهم إلى إجراء هذا الإستحقاق، على أن تدعم باريس كل ما يعود إلى نزاهة الإنتخابات بصلة، أكان على صعيد الإشراف الفرنسي والدولي، أو تأمين المستلزمات المطلوبة لهذا الغرض، تالياً سيتم الحديث عن المساعدات الإنسانية التي تنسّقها فرنسا مع عدد من الدول الخليجية، وهذه المساعدات كفيلة بإعادة إحياء الوضعين الطبي والتربوي، من خلال توفير كل المستلزمات لهذين القطاعين، إضافة إلى مساعدات إجتماعية لعدد كبير من العائلات اللبنانية، ولهذه الغاية، هناك تنسيق يجري مع مؤسّسات وجمعيات أهلية والصليب الأحمر اللبناني والدولي.

 

وتضيف المصادر بأن لودريان، سيعرض مع المسؤولين اللبنانيين المخارج المقترحة لإنقاذ لبنان من أزماته قبل أن تؤدي إلى صراعات طائفية، أو حصول تطوّرات أمنية نظراً لتفاقم الخلاف السياسي، على خلفية الإنهيار الإقتصادي والمالي، إنما ذلك لن يحصل قبل الإنتخابات النيابية، وثمة من يتحدّث عن مؤتمر ترعاه باريس على غرار «سان كلو»، وربما يكون حجمه أكبر بكثير، نظراً لهذا الإنهيار المتمادي على الساحة اللبنانية، كذلك، سيعود المسؤول الفرنسي ليشدّد على إجراء الإصلاحات كشرط أساسي لتحريك مؤتمر الدول المانحة، ومن ثم كيفية صرف أموال «سيدر» التي ستبقى مجمّدة إلى حين تبدّل المشهد السياسي اللبناني ما بعد الإستحقاقات الإنتخابية النيابية والرئاسية، وتشكيل حكومة إصلاحية، إنما الأولوية في هذه المرحلة تكمن في الدعم الإنساني، وعلى هذه الخلفية، تقوم العاصمة الفرنسية بوضع اللمسات الأخيرة،عما سيسفر عنه التنسيق الحاصل مع دول الخليج لدعم لبنان، بحيث سبق للرئيس ماكرون، وخلال جولته الأخيرة على عدد من الدول الخليجية أن بحث هذا الأمر، واصرّ عليه، وتلقى وعداً من بعض الدول المعنية بالملف اللبناني بالمساعدة.

 

وأخيراً، يستدلّ، ووفق المعطيات، أن مواقف لودريان، وتحديداً حول الأزمة اللبنانية ـ الخليجية، حيث قامت فرنسا عبر رئيسها ولا زالت لإعادة الأمور إلى طبيعتها بين لبنان ودول مجلس التعاون، وعلى هذه الخلفية ثمة ترقّب لمؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي سينعقد في الكويت اليوم، لا سيما أن باريس شاركت ونسّقت في ما يتعلّق بالورقة التي حملها وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر الصباح إلى بيروت.