Site icon IMLebanon

مسيو” لودريان الديبلوماسي الفرنسي الوقح  

 

 

يبدو ان الفشل أصبح عنوان الحكم في فرنسا… فمن فشل الرئيس ايمانويل ماكرون بتشكيل حكومة في لبنان بالرغم من مجيئه مرتين الى بيروت… الى الحملة القضائية التي يقودها النظام القضائي الفرنسي مدعوماً من بعض السياسيين اللبنانيين المقرّبين من الرئيس ماكرون حيث كان يرغب بالسيطرة على موقع رئاسة حاكمية مصرف لبنان، وبعض المنظمات التافهة التي ترتبط بالقيادة السياسية الفرنسية والمخابرات.. كل هذا من أجل إسقاط حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة والحصول على القطاع المصرفي اللبناني بمشروع أصبح معروفاً..

 

وأخيراً، جاء مسيو جان إيف لودريان ليكمل مشروع السيطرة على سياسة لبنان من خلال الرسالة التي وجهها الى النواب.

 

الرسالة كانت وقحة بكل ما في هذه الكلمة من معنى.

 

فماذا جاء في هذه الرسالة التي وجهها الموفد الرئاسي الفرنسي لـ38 نائباً لبنانياً، من رؤساء كتل وتغييريين ومستقلين متسائلاً: ما الصفات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلّي بها؟

 

قال لودريان في رسالته: «نظراً للضرورة الملحة للخروج من الطريق المسدود الحالي على الصعيد السياسي، الذي يعرّض مستقبل بلدكم لمخاطر جمّة، اقترحت على النواب أن أدعوهم في شهر أيلول الى لقاء يرمي الى بلورة توافق بشأن التحديات التي يجب على رئيس الجمهورية المستقبلي مواجهتها والمشاريع ذات الأولوية التي يجب عليه الاضطلاع بها، وبالتالي، المواصفات الضرورية من أجل تحقيق ذلك».

 

وأوضح أنّ «هذا اللقاء الذي يتمحور حصراً حول هذه المسائل، يهدف الى توفير مناخ من الثقة وإتاحة اجتماع مجلس النواب في أعقاب ذلك وضمن ظروف مؤاتية لإجراء انتخابات مفتوحة تتيح الخروج من هذه الأزمة سريعة».

 

وأضاف: «بهدف التحضير لهذا اللقاء أوجه إليكم هذه الرسالة طالباً منكم بشكل رسمي إجاباتكم الخطية والموجزة قدر المستطاع على السؤالين التاليين: ما هي، بالنسبة الى فريقكم السياسي، المشاريع ذات الأولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة؟ وما هي الصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلي بها من أجل الاضطلاع بهذه المشاريع؟».

 

أولاً: أشك من خلال مضمون الرسالة أن يكون المسيو لودريان ديبلوماسياً.

 

ثانياً: هل يظن المسيو لودريان أنّ لبنان لا يزال يعيش تحت الانتداب الفرنسي في عشرينات القرن الماضي؟

 

ثالثاً: مضمون الرسالة يؤكد أنّ «المسيو» لم يمر في المدرسة الديبلوماسية الفرنسية التي تتميّز بتخريج ديبلوماسيين عريقين.

 

رابعاً: يبدو ان مسيو لودريان لم يتعلم من رئيسه إيمانويل ماكرون الذي حضر الى لبنان بعد أيام من انفجار المرفأ فعقد اجتماعات عدة مع الزعماء اللبنانيين كافة، وقال يومذاك: «إنّ موضوع تشكيل الحكومة أصبح في آخره، وهناك نقطة صغيرة لا تزال بحاجة الى حل»، كما قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: «يبقى 10٪ فقط لم نوافق عليه، وهي الانتخابات النيابية المبكرة».

 

سافر ماكرون ثم عاد مرة ثانية ولكنه لم يوفق، وعلم ان موضوع تشكيل حكومة في لبنان ضمن حكم الحزب العظيم ليس بالسهولة أو البساطة التي يعتقدها البعض، إذ ان هناك عدداً كبيراً من الشروط تبدأ في الحصول على بعض الوزارات وتعيين الفريق الذي يحدّده الحزب.. والأنكى هو حليف الحزب، وهنا نعني بـ»الصهر المصيبة» الذي يطمع في الحصول على كل شيء وبخاصة الوزارات الدسمة التي يستطيع من خلالها الحصول على مكاسب مالية كبيرة وتعيينات من دون حدود، كما حصل في وزارة الاتصالات عندما عيّـن 1000 موظف في شركتي ALFA وM.T.C حيث كانت الشركتان تدران على الخزينة ملياري دولار فأصبحتا تدران فقط ملياراً واحداً، أي انه تسبب بخسارة مليار دولار على الخزينة اللبنانية، والمصيبة الأكبر ان هذا الطرح يعطي محاضرات بالعفة، إذ ينطبق عليه قول الشاعر سعيد تقي الدين الذي يقول: ما أفصح الصهر عندما يتحدث عن العفّة..

 

فعلاً إنني أشعر بخيبة شديدة أن تصل الديبلوماسية الفرنسية الى هذا الدرك، خصوصاً أنّ لفرنسا وللفرنسيين محبة كبيرة في نفوس اللبنانيين، والثقافة الفرنسية غزت لبنان، وهناك عدد كبير من اللبنانيين يتحدثون بالفرنسية ولا يتمكنون من الحديث بالعربية أعرف الكثيرين منهم وأخص بالذكر خالتي… فعندي خالة دخلت الرهبنة وهي تعيش في نانسي قرب باريس في أحد الأديرة،  وهي ضمن أصعب أنواع الرهبنة، إذ لا تستطيع أن تزورها إلاّ بعد الحصول على موعد.

 

أخيراً، لا أعلم إن كانت فرنسا ستعود الى عزّها وعنفوانها أم أنّ ذلك العصر قد انتهى وإلى غير رجعة.