IMLebanon

لودريان يجيّر مبادرته لبري

 

تبيّن من الساعات الأولى لاستئناف الموفد الرئاسي الفرنسي مبادرته في فصلها الثالث أن دعوة رئيس مجلس النواب الى الحوار لم تكن مجرد طرح في الهواء السياسي اللبناني إنما هي مدروسة على مستوى دقيق وربما على نطاق واسع، فالسيد جان – إيف لو دريان لم يفصح عن مسار المبادرة الفرنسية بعدَ لقاءَي عين التينة والسراي الكبير، تاركاً ذلك الى نهاية هذا الفصل في اليومين المقبلين، إلّا أنه أفصح (بعد زيارته الرئيس نجيب ميقاتي) عن دعمه دعوةَ الرئيس نبيه بري الى الحوار… وهذا في حدّ ذاته تطوّر لافت قدْر ما هو حمّال أوجه كثيرة، نذكر منها الآتي:

 

أولاً – وهو لزوم ما لا يلزم وتفسير المفسّر. أي تأييد ودعم مبادرة رئيس المجلس وانتظار ما ستؤول  إليه المشاورات في ما إذا كان بري سيعقد الحوار بمن حضر أو يتراجع عنه، علماً أن الموقف الفرنسي يعطي دعماً لأي خطوة في هذا المجال.

 

ثانياً – الدعم الفرنسي لِـ «حوار بري» سيتسبب، من دون أدنى شكّ، بإحراج الأطراف التي أعلنت، تشكل أكثرية عددية، إلا أنها معارضة وازنة يتقدمها حزبا القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية ومستقلون(…).

 

ثالثاً – من شأن التأييد الفرنسي المُشار اليه أعلاه أن يدفع ببعض المعارضين الى الانتقال من خانة التردّد الى مربّع التأييد.

 

رابعاً – لا شك في أن الموقف الفرنسي يؤكّد على حقيقة كبرى وهي صلابة التوافق بين باريس والثنائي الشيعي على تقاطعاتٍ عديدة تبدأ عند الاستحقاق الرئاسي اللبناني ولا تنتهي عند الغاز والنفط(…).

 

ماذا ستكون مواقف الأطراف المعارضة، وبالذات مَن يعارضون الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب، من هذا التطور بالغ الأهمية؟

 

مسؤول حزبي بارز ردّ على سؤالنا قائلاً:

 

أولاً – نحن عارضنا منذ وقتٍ الحوار الذي دعا، أو كان سيدعو إليه لودريان مباشرة، ومن الطبيعي ألّا نقبل به مداورةً. وهذا موقف يعرفه الجانب الفرنسي.

 

ثانياً – لقد رحّبنا، ونرحب، بالمبادرة الفرنسية عندما لا تكون منحازة وتهدف الى تغليب فريق على الآخر، حتى ولو لم تتقصّد باريس ذلك، فعندئذٍ يزداد موقفنا الرافض تشدّداً.

 

ثالثاً – لا يفاجئنا مسار الأمور بين قصر الإليزيه وسائر الأطراف اللبنانية، ونعرف بالتفاصيل الدقيقة المدى الذي تبلغه العلاقات بين كل من تلك الأطراف والجانب الفرنسي.

 

رابعاً – سيكون لنا موقف معلَن من جولة لودريان الثالثة في ضوء ما نستمع إليه من فمه.