عاودت الحركة السياسية من نيابية وحكومية دورتها، بين اسبوع حافل بالاحداث الامنية غير المفهومة، ليقطع المسؤولون اجازاتهم. فرئيس حكومة تصريف الاعمال والوزراء سينكبون على دراسة موازنات 2023 و2024، فيما الجلسة التشريعية متوقع اكتمال نصابها، بابرز بنودها على الاطلاق هما قانونا الصندوق السيادي الخاص بالنفط والغاز، والكابيتال كونترول المتأخر منذ عام 2019، بعدما فرض الموفد الفرنسي جان ايف لودريان اجندته على نواب الامة، قاطعا عليهم بدوره اجازاتهم الاوروبية.
وفي ظل غياب اي حركة سياسية ظاهرة، تدل الى تغييرات في معطيات معركة رئاسة الجمهورية، في انتظار بلورة الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، الجاري على قدر كبير من السرية خوفا من “شوشطة” طبخته، ضربت باريس ضربتها المتوقعة عبر رسائل تطلب منه النواب تحديد مواصفاتهم للرئيس المقبل، وبرنامج العهد، بصورة خطية قبل نهاية ايلول.
في غضون ذلك، يبقى تقرير التدقيق الجنائي حاضرا في كل مفاصل الحياة السياسية الداخلية، نظرا الى ما كشفه من جرائم مالية غير مسبوقة، علما ان الساعات والايام القليلة المقبلة تشهد تسارعا في بدء العمل الجدي للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9، على امل الخروج بنتائج تحقق التحول النوعي المطلوب، الذي يمكن ان يقلب المشهد الاقتصادي اللبناني رأسا على عقب.
في كل الاحوال، تروي مصادر سياسية ان السفارة الفرنسية في بيروت سبق واطلعت الجهات المعنية بالخطوة التي تعتزم باريس القيام بها، وعليه تم ارسال الظرف الى المجلس النيابي عن قصد، بهدف ايصال اكثر من رسالة:
– في الشكل: للتأكيد على ما ظهر في لقاء الخماسي في الدوحة من اصرار على العمل من ضمن الاطر الدستورية، وبالتالي فان المعنيون بالانتخاب هم النواب.
– في المضمون: لتأكيد الرغبة الجدية بالانتقال الى مرحلة جديدة عملية في اطار انتخاب رئيس، تضع الجميع امام مسؤولياتهم ليبنى على ضوء النتائج المقتضى الدولي.
ورأت المصادر ان الطابة الآن في الملعب اللبناني، معتبرة ان الخطة الدولية الموضوعة قادرة على تفكيك الالغام، وان المطلوب لجهة المواصفات والبرنامج يعطي الخارج هامش اكبر في اختيار اسم الرئيس العتيد وتزكيته، وهو ما قد ينعكس ايضا على منصب رئيس الحكومة، مبدية اعتقادها بان المعركة ستكون بين اسمين.
وحددت المصادر سؤالي لودريان وفقا للتالي، ما هي بالنسبة لفريقكم السياسي، المشاريع ذات الاولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة؟ ما هي الصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلي بها من أجل الاضطلاع بهذه المشاريع؟ مشددا في رسالته على أهمية تحديد نقاط الالتقاء لبلورة حلول توافقية.
اوساط مقربة من الثامن من آذار اشارت الى ان حارة حريك لن تجيب على الورقة الفرنسية في الوقت الراهن في انتظار اشارتين: الاولى تتمثل بنتائج الاتصالات مع التيار الوطني الحر، والثانية حاجتها الى مناقشة بعض ما ورد في الورقة الفرنسية مع الموفد لودريان قبل تقديم اي اجابات، خصوصا ان ما تطلبه فرنسا بصيغة مكتوبة قد يتحول في لحظة ما الى التزامات.
ورأت الاوساط ان الخطوة الفرنسية قد تكون عقدت بعض الامور، لجهة تحويل الجولة الايلولية الثالثة للموفد الفرنسي الى جولة “جوجلة” اكثر مما هي جولة عرض لتصور نهائي، ما يعني عمليا مزيدا من تضييع الوقت للبعض وكسبا له بالنسبة لجهات اخرى، قد يكون له تداعيات خطيرة وغير محسوبة في ظل الاجواء الاقليمية الملبدة.