لا نريد أن نكون قليلي الأدب، وليس هناك مصلحة لبلد حضاري متطوّر منفتح على الثقافات الحضارية أن يُغْلق بابه أمام أي مسؤول فرنسي يحاول أن يساعد على ايجاد حل لمشكلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية ولكن….
وبكل بساطة، المشكلة ليست في لبنان.. وهذا أصبح معروفاً لكل العالم… لأنّ الذي يقرّر ويختار رئيس جمهورية للبنان، هي الجمهورية الاسلامية في إيران وتحديداً، ومن دون لف ودوران… هو المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية، آية الله خامنئي… فبمجرّد أن يلوح بيده الى مندوبه السامي في لبنان، الذي هو السيّد حسن نصرالله، ويقول له: اذهبوا لانتخاب رئيس. عندها لا نحتاج لأكثر من فترة زمنية قصيرة، أي خلال أيام معدودة… ونرى ان المجلس النيابي قد دُعِيَ الى الانعقاد، وأنّ هناك رئيس جمهورية جديد، حاضر ناضر وتتم العملية فوراً.
لا نقول ذلك من «فراغ» بل حدث هذا الأمر ثلاث مرّات في تاريخ لبنان الحديث: الأولى بعد موت الرئيس السوري حافظ الأسد عام 2000، وانتقال السلطة الى ابنه بشار، حيث لعب الرئيس بشار اللعبة «الغلط» يوم تحدّى الاميركيين بالتمديد للرئيس السابق اميل لحود، كلفه ذلك قرار نشوب حرب أهلية دمّرت المدن السورية الرئيسة من دمشق الى حلب الى حمص الى حماة الى درعا وتهجير نصف الشعب السوري أي تهجير 12 مليون مواطن سوري الى قتل مليون ونصف المليون أيضاً. أما الثانية فإنه وبعد ذلك القرار الخاطئ بقَيْنا سبعة أشهر بعد انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود حتى جاء الضوء الأخضر بالمشاركة في «مؤتمر الدوحة» حيث تم انتخاب الرئيس ميشال سليمان، والمصيبة انه عندما أراد الرئيس سليمان أن يعقد مؤتمراً للحوار وينتهي من معادلة «الشعب والمقاومة والجيش»، قال له رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: «إشرب مياه المشروع». طبعاً انتهى عهد الرئيس ميشال سليمان ولم يستطع أن يتخلّص من عقدة سلاح حزب الله. والمصيبة الكبرى في المرة الثالثة حيث تمسّك «الحزب» بانتخاب أفشل رئيس جمهورية في تاريخ لبنان ألا وهو الجنرال ميشال عون وصهره. لأنّه تبيّـن ان ما قاله الرئيس نبيه بري عندما زاره الرئيس السابق ميشال عون طالباً منه دعم انتخابه رئيساً قال له: «لا أستطيع أن أنتخب رئيسين». يا الله كم كان الرئيس نبيه بري بعيد النظر.
واليوم قرّر السيّد حسن نصرالله أن يكون الوزير السابق سليمان فرنجية رئيساً. لذا فإنّ هناك حلاً وحيداً لمشكلة إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس جديد وهو أن يصل سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة فتكون المشكلة قد حلّت في لبنان، لأنّه الحلّ الوحيد لإنهاء المشكلة في لبنان والقادر على إنهاء الوضع الحالي.
أمّا بالنسبة للصهر العجيب الغريب فإنّه يلعب لعبة «الوقت»، أولاً: إنه يماطل في الرفض ويقول تعالوا لنتفق على اسم ثانٍ، وستستمر هذه العملية حتى نهاية السنة بعدها نصل الى انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون.
فبهذه العملية يتخلص جبران من مرشحين أساسيين هما: الوزير سليمان فرنجية، والثاني العماد جوزيف عون.
طبعاً علينا أن لا ننسى أنّ كل الحملة التي قامت ضد حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة، والتي تبنّاها «طفل الأنبوب» كانت من أجل إبعاده عن الرئاسة، وللعلم أيضاً فإنّ جوقة «الطفل المعجزة» ومعه جنرال سابق في المخابرات ومعهما محام تافه ومعهم فريق عمل في فرنسا وسويسرا وألمانيا، كل هؤلاء تجمعوا فقط لمنع رياض سلامة من أن يكون رئيساً.
على كل حال، وبالعودة الى لودريان كنا نفضّل أن يذهب الى طهران ويحاول أن يقنع المرشد الأعلى بدل أن يضيّع وقته في لبنان… حتى يصل الى النجاح في مهمته.