يقول الديبلوماسي الأوروبي الغربي، صديق لبنان والذي يحبه الى حدود العشق، إن الأيام التي تفصلنا عن استئناف الموفد الرئاسي الفرنسي مهمته في لبنان مرشّحة لأن تكون حاسمة جدّاً، ويستدرك أنه ليس بالضرورة أن تحفل بالأحداث الجسام، لكن احتمال حدوثها ليس مستبعَداً.
ويضيف: إن الأطراف اللبنانية الداخلية لم تصبح، حتى الساعة، جاهزة لملاقاة جان – إيف لودريان عند «المنعطف» الذي ينتظرهم أن يوافوه إليه. صحيح أنه قد يلتقيهم في قصر الصنوبر، ولكن يمكنني الجزم بأنهم غير مستعدين لتقديم «أوراق اعتماد» جديدة. أي أنه لو سأل الذين «تقاطعوا» على اسم جهاد أزعور: ما جديدكم؟ لما استطاعوا أن يقدموا جديداً، ليس لأنهم مقتنعون بأزعور، إنما لأنهم فشلوا في التوصل الى نقطة تقاطع على سواه. ولو توجه موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى الثنائي الشيعي بالسؤال ذاته، لأجابه النائب محمد رعد بأن لا بديل عن سليمان فرنجية. مع فارق أن مرشِّحي فرنجية متمسكون به لأنه يدخل في استراتيجيتهم، بينما الوضع مختلف عند المتقاطعين.
ويستطرد الديبلوماسي الأوروبي الغربي فيقول إن معلوماته تفيد أن فرنسا لن تكون منزعجة من وصول فرنجية الى قصر بعبدا، والعكس صحيح، إلّا أنها لم تعد قادرة على «خرق» شبه الإجماع لدى الدول الأربع الأخرى، في «الخماسية»، على مرشح توافقي.
وما هي معلوماته عن الحوار الدائر بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل؟ يجيب: في المسألة شقّان، الأول في ما لديّ من تفاصيل حول هذا الحوار فإن فرنسا ترحب به بحرارة، وأنه جدّي من قِبَل طَرَفَيه، وفي معلوماتنا أن الأوراق مكشوفة، ولكنني لا أعرف الموقف الحقيقي لرئيس مجلس النواب مسيو نبيه بري الذي، في تقديري، يريد لهذا الحوار أن يصل الى خاتمة لمصلحة مرشح الثنائي، ولكنه قد (وأشدّد على كلمة «قد») لا يستعجل قرار الإجراءات القانونية التي يشترطها باسيل.
وسألتُه أخيراً: ماذا تتوقع من نتيجة لما ستؤول إليه الزيارة المرتقَبَة للسيّد لو دريان؟ فأجاب: ليس كثيراً.
فقلت: هذا جيّد! أي أن ثمة قليلاً يُؤْمّلُ من هذه المهمة.
فختم معلّقاً: لديكم قول جميل وهو (وقاله متَرجَماً الى لغة بلده) «تفاءلوا بالخير تجدوه».