IMLebanon

واشنطن تستفسر عن مصير قائد الجيش ولودريان لحوار ثنائي لا يفي بالغرض

 

في أكثر من مناسبة استفسر موفدون أميركيون من مسؤولين لبنانيين عن امكانية التمديد لقائد الجيش في منصبه. ومنهم من ذهب بعيداً فراجع مرجعية نيابية في العقبات التي تحول دون التمديد له أو تعديل الدستور لانتخابه. من حيث المبدأ يحظى قرار التمديد بموافقة سياسية وازنة. لا يمانعها «حزب الله» أو الثنائي بجناحيه، وقوى سياسية أخرى تحاذر الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية. الفراغ لم يعد مستبعداً وانتخاب الرئيس قبيل موعد نهاية ولايته في العاشر من كانون الثاني هو المستبعد ما لم تتبدل المعطيات. حتى صندوق النقد الدولي يوصي بالتمديد لكبار الموظفين تلافياً لسيطرة الفراغ خاصة لأولئك المستمرين في تقاضي رواتبهم.

 

أمّا في المعطى الفرنسي ومع استقبال الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، فإنّ أغرب ما في الزيارة أنّ نهايتها ستكون كما البداية. لا يقصد أصحاب هذا الرأي استباق النتائج بل مجرد توصيف يفرضه تموضع القوى السياسية ونظرتها إلى الزيارة ومقاربتها للحوار الذي سعى لإدارته لودريان. كان لودريان يأمل في عقد طاولة حوار موسعة، لكن فائض طموحه تراجع إلى حوار ثنائي مع كل نائب أو رئيس كتلة نيابية. والسبب أنّه تبلغ مراسلة من قبل المعارضة تبدي رغبتها في حوار ثنائي وأنّ نوابها يرغبون في الجلوس معه لكن ليس ضمن حوار جامع، طالبين ألا يفسر موقفهم انتقاصاً من دور فرنسا.

 

ورغم تأييده حواراً كان رئيس مجلس النواب نبيه بري سباقاً إليه إلا أنّ وليد جنبلاط ورئيس «اللقاء الديمقراطي» تيمور جنبلاط يفضلان عدم الإنخراط في لعبة خاسرة من أولها ولن تؤتي ثمارها.

 

لودريان الذي درج على زيارة لبنان وخبر عاداته وتفكير سياسييه لن يكون وحيداً في البحث عن مسعى رئاسي، الموفد القطري الأمني الذي كان يفترض أن يصل نهاية الأسبوع الماضي عدل مواعيده وفضل التريث ريثما تتوضح معالم حواره مع «حزب الله». سيقصد لبنان وفي نيته أن يفتح حواراً معهم حول الإستحقاق الرئاسي. حامل لواء قائد الجيش اقتنع أنّ حارة حريك هي المدخل لبحث الملف الرئاسي وأرسل اشارات انفتاح صوبها بهذا الخصوص. وإن التزم الموعد المرتقب لزيارته، فهو ينوي الوقوف على خاطر بكركي وسيدها. وإن التقى مع «حزب الله» فلن يسمع الموفد القطري جديداً أبعد من تقديره لشخص قائد الجيش ودوره، الّا أنّ موقفاً جديداً قد طرأ وربما يفهم تسريب لقائه مع «حزب الله» بالشكل الذي حصل محاولة لقطع الطريق من بدايتها.

 

واذا كانت مواعيد الموفد القطري اقتصرت على عدد محدود من الشخصيات، فإنّ الموفد الفرنسي الرئاسي يريد أن يجول على كل السياسيين ورؤساء الكتل النيابية ورئيس حكومة تصريف الأعمال وقائد الجيش والبطريرك الماروني بشارة الراعي ضمناً.

 

استبق وصوله بإبلاغ رئيس المجلس انه بوارد الإجتماع مع رؤساء الكتل والنواب التغييريين ثنائياً ما لم يكن يحمل مفاجأة تحدث تحولاً واسعاً في الملف الرئاسي. عنصر المفاجآت ضعف بالإستناد إلى ما عبّر عنه السفير الفرنسي الجديد هيرفيه ماغرو والذي لم تفصح زياراته التعارفية عن وجود جديد.

 

كل من ينتظر لقاء لودريان يتوعده بموقف متصلب باستثناء الثنائي الذي يفتح ذراعيه لملاقاته بالإيجاب لينفض عنه تهمة التعطيل، و»التيار الوطني الحر» الذي يرفض أن يكون بموقع المعطل. كما أنّ لقاءه بالمستشار السعودي نزار العلولا والسفير وليد البخاري ليس مؤشراً للإنفراج. قاصدو المملكة لم يلمسوا تحولاً في موقفها تجاه لبنان. التعاطي سلبي أضيف إليه فشل زيارة حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري.

 

زيارة لأربعة أيام سيمضيها لودريان في ربوع لبنان. يتوقع أن تكون الأخيرة لأنّ الزائر الفرنسي يستعد لتسلم مهامه الوظيفية الجديدة. قبل ثلاث سنوات وبينما كان يسعى لودريان موفداً من رئيس بلاده لحل أزمة لبنان، سأله وزير الداخلية السابق محمد فهمي «أليس هناك من هاتف بين البلدين، ليتم التواصل بين البلدين ليستغني عن عناء الرحلة»؟ لعله يغالط التوقعات ويحمل معه جديداً أو كان وفر على نفسه مشقة التنقل، وعلى بلاده فشلاً جديداً.