Site icon IMLebanon

الحاج علي حسن لو دريان

 

«عوّدت عيني على رؤياك / وقلبي سلم لك أمري» لسان حال رئيس مجلس النواب نبيه بري وأهل القصر الكائن في عين التينة كلّما هلّ وجه جان إيف لودريان في الأمسيات الأنيسة. صار وجه المبعوث الفرنسي الأممي المنبعث من اللقاء الخماسي مألوفاً. «Salut علّوش» يقول لمستقبِله وهو يدخل زر الجاكيت في عروته الضيّقة، وبابتسامة معطوفة على عبارة tu me manques tellement يتوجه إلى مضيفه الأنيق الـ «برنس» الذي يبادله الإشتياق الحار بأحرّ منه.

 

بسرعة النار في الهشيم ينتشر كلام مسيو لودريان وتأييده المطلق لـ»الحوار ثم الحوار ثم الحوار غير المشروط» وسعيه لإتمامه سريعاً بالصيغة التي طرحها رئيس حركة المحرومين ومن دون أي تعديل. وفي المناسبة أبلغ لودريان «الإستيذ» أنه صلّح المسابقات وأن الطالب علي حسن خليل أبدع. ليس لدينا بين 577 نائباً في البرلمان الفرنسي أو الأوروبي ندّاً له في سبك البديع من المفردات في سياق رومنسي. يخليك فوق راسه. ممتاز علي.

 

فور دخول لودريان إلى قصر الرئاسة الثانية، كان المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان يدبّج تصريحاً في المناسبة وطلع معه «أن خشبة خلاص لبنان الآن تختصرها معادلة «بري- لودريان»: «حوار وانتخاب. ومن يتخلّف ينحر البلد». الحوار دين محمد رعد وديدنه، وجاءه مسعى لودريان المساند لمبادرة الرئيس نبيه بري شحمة على فطيرة «قورما». تيمور وأبو تيمور مع الحوار للحوارالذي تجنّد له الرئيس بري ومعاونه السياسي علي حسن لودريان.

 

هذه الحماسة التي يبديها الديبلوماسي الفرنسي للحوار في سبيل التوافق على الرئيس تستدعي سؤالين:

 

لماذا لم يتقدم السيد لودريان باقتراح عقد جلسة سريعة لانتخاب رئيس، وإن لم ينل أي من المرشحين ثلثي الأصوات، يبقى النواب لدورة ثانية مع حصر المواجهة بين المرشحين اللذين نالا أعلى نسبة من الأصوات؟ فيقترب لبنان من فرنسا على صعيد الممارسة الديمقراطية.

 

وإذا كان لودريان منبهراً بفكرة الحوار والتوافق على اختيار الرئيس، فعلى دولة الرئيسة يائيل براون – بيفيه، أن تدعو مستقبلاً إلى حوار بين زعماء أحزاب «الإشتراكي» و»التجمع الوطني اليميني» وحزب مسلمي فرنسا PMF و»الشيوعي الفرنسي» والحركة من اجل فرنسا والجمهورية إلى الأمام وسائر الأحزاب الممثلة في مجلس النواب لتحديد مواصفات الرئيس المقبل، ويصبح تالياً دور الناخب الفرنسي البصم على المرشح الأوحد الذي توافق عليه المجتمعون.

 

وإذا عارضت مارين لوبان، لا سمح الله، هذه الآلية كما يعارض هنا ميشال معوض وسامي الجميل وأشرف ريفي وسمير جعجع، وعرقلت الحوار، نوفد إليها علي حسن خليل.