IMLebanon

الفرنسي يستطلع الآراء؟!.

 

 

لافتٌ جدّاً أنّ الإعلام الفرنسي يروِّج، منذ اليوم الأول لمبادرة أو مهمة أو حراك أو دور (سمّه ما شئت) الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان يُقتصَر على استطلاع آراء الأطراف اللبنانية، حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ما يدعو الى سلسلة أسئلة تطرح ذاتها، كون الكلام والتوصيف الواردان أعلاه لا يقنعان أحداً، وبالذات ليسا مقبولَين لدى الدوائر الفرنسية ذاتها. هنا مثال من تلك الأسئلة نوردها على سبيل المثال لا الحصر:

 

أولاً – بعد مضي أشهر غير قليلة على إعلان المبادرة الفرنسية وقوامها تبني مرشّح أحد أطراف الصراع في لبنان، هل يجوز القبول بهذا المنطق الذي ليس له من تفسير سوى إقرار باريس الضمني بأنها تسرعت في قرارها؟

 

ثانياً – أين صدقية الدولة العظمى فرنسا وهي تقرر، نيابةً عن بلدٍ ما وجماعاته وأطيافه، في شأن مصيري، من دون أن تكون قد توافرت لديها المعلومات ومن قبل أن تدرس الساحة اللبنانية بأشكالها وتضاريسها كافةً؟!.

 

ثالثاً – متى أدركت فرنسا هذه الفجوة الكبيرة في معلوماتها عن الوضع في لبنان من مجهر الاستحقاق الرئاسي؟!.

 

رابعاً – هل إن الفجوة، إيّاها، هي في ضعف المعلومات الفرنسية المتعلّقة بالمرشَّحين الرئاسيين أو بالناخبين؟!. وهذه نقطة مركزية كبيرة لا يمكن المرور عليها بسرعة(…).

 

خامساً – هل استطلاع آراء الجهات المعنية في لبنان هو نقطة تحوّل في المبادرة الفرنسية الرئاسية، أو إنه للبناء على الخيار الفرنسي الذي يلتقي مع موقف الثنائي الشيعي؟!.

 

سادساً –  وفي المبدأ والأساس، هل صحيح أن فرنسا تجهل واقع الأوضاع في لبنان لتعود، بعد أشهر من قرارها المصيري لبنانياً، الى نقطة الصفر.

 

ذات زمن عقدنا (في مجلّة لبنانية كبرى) حواراً مع القامة الوطنية المميزة أداءً وأخلاقاً وممارسة سياسية مثالية في الحكم وخارجه، عنيت الوزير السابق المرحوم فؤاد بطرس، وطرحنا عليه سؤالاً عن موقف حاد اتخذه الجانب الأميركي، آنذاك، منتقداً فيه لبنان الرسمي بشدّة، وكنا في العام 1982، فانتفض بطرس وأجاب: نحن الذين يجب أن نعلّم الأميركي، والمسؤولين غير اللبنانيين في عواصم العالم كلها، في الشأن اللبناني، وليس مسموحاً لأي دولة خارجية، قريبة أو بعيدة كبيرة أو صغيرة، أن تعلّمنا في ما يتعلق بشؤوننا وبقراراتنا السيادية…

 

والله زمان !