IMLebanon

لودريان سأل عن كلّ المرشحين… وسيعود بأجندة جديدة 

 

 

ينقل من خلال معلومات موثوقة، أن حصيلة لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، ستُنقل إلى الإيليزيه واللقاء الخماسي، بعدما يكون قد أنجز تقريره النهائي، وبالتالي، أن عملية البحث للوصول إلى التسوية، أي الخطوة الثانية ستكون من خلال اللقاء الخماسي، حيث ينقل سفير إحدى دول هذا اللقاء، بأن بياناً هاماً سيصدر عن هذا اللقاء المرجّح انعقاده على مستوى وزراء الخارجية، ويرتقب بعد عطلة عيد الأضحى، بحيث يتم تحديد مكان التئامه بين باريس أو الرياض والدوحة.

 

وفي هذا الإطار، أشارت مصادر معنية شاركت في لقاء لودريان إلى جانب مرجعيتها السياسية، إلى أن الموفد الفرنسي، وخلافاً لما قيل بأنه سيستطلع الأجواء ووجهات نظر من سيلتقيهم، ظهر بوضوح أنه على بيّنة من كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة، وبالتالي، لا يحتاج إلى أي معرفة أو معلومة معينة من هذا الطرف وذاك، ولكنه بدا جدياً ومحذّراً في الوقت نفسه من إطالة مسار المفاوضات والتواصل مع القيادات اللبنانية، وقال أنه سيعود مرة ثانية بعد اجتماع اللقاء الخماسي، ولكنه، ومن خلال جدّيته وخبرته، كان يشدّد في كل اللقاءات على ضرورة الإسراع في انتخاب الرئيس، وبالتالي لم يدخل في لعبة الأسماء، لكنه كان يسأل بديبلوماسية عن المرشحين المعروفين، أي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، والوزير السابق جهاد أزعور، إضافة إلى المرشحين الآخرين من الخيار الثالث، وفي طليعتهم قائد الجيش العماد جوزيف عون، ما يعني وفق المتابعين للطريقة التي اعتمدها لودريان، أنه لن يخرج عن هذا المسار والأسماء، وبالتالي، أن الخيار الثالث مفتوح بقوة، ويستدلّ أيضاً، وهنا بيت القصيد، أي أن خيار فرنجية لا زال قائماً، ومن الطبيعي لا يمكن الإستمرار في هذا الطرح إلا من خلال التوافق الذي حصل في لقاء الإيليزيه الأخير، بين كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، شرط أن يكون ذلك محور إجماع كل اللبنانيين، وبالتالي، أن باريس والرياض دخلا المفاوضات الجدية مع الأطراف اللبنانية للوصول إلى التسوية من خلال عدم تبنّي كلاهما أي مرشح لا من هذا الطرف أو ذاك، وهذا ما لمسه الذين التقوا لودريان، بما معناه أنه لم يسوِّق أي مرشح على حساب الآخر، بل كان عادلاً عندما سأل عن كل واحد منهم، وما إذا كان هناك من اعتراض ولما دوافع هذا الإعتراض وعدم الرغبة بهذا المرشح كي يكون على بيّنة من الأسباب الحقيقية وراء الرفض، وكان حريصاً على هذا النوع من الأسئلة الموجّهة لكل من التقاهم والتركيز تبيّن بوضوح ما يريد معرفته، أي لماذا فريق تقاطع المعارضة لا يريد فرنجية، والأمر عينه للمانعة التي لن تقبل بالوزير السابق أزعور.

 

ويبقى ووفق المعلومات المتداولة، ونقلاً عن الذين التقوا لودريان، أنه في نهاية المطاف، تبيّن أن زيارته إلى بيروت تميّزت بأن الزائر متمكّن وقادر على الوصول إلى نتيجة وإن كان هناك وقت إضافي، إنما ظهر أن لودريان قادر على تنفيذ مهمته، وهو الذي من قال أن «لبنان ذاهب إلى الزوال»، كونه يعرف المنظومة السياسية وكل ما يحيط بهذا البلد من أزمات ومشاكل، ولهذه الغاية، وكي لا يقول أكثر من ذلك، فإن الأطراف كافة ستكون متجاوبة، وليس باستطاعتها المناورة أمام ديبلوماسي عريق ومتمكِّن، ويحمل تفويضاً فرنسياً، وحتى سعودياً، ومن الدول الخمس، لفرض التسوية، وإن طال أمدها قليلاً، وبعدما استمع إلى الجميع سيعود بأجندة مغايرة عن الزيارة الأولى، أي وضع كل الأطراف أمام مسؤولياتهم حين يبدأ الجدّ بإنجاز التسوية.