قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لآخر جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في 14 حزيران من العام الماضي، يصل إلى لبنان الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في زيارة جديدة ولكن يبدو أنها لن تؤدي إلى أي جديد باعتبار أن لودريان لم ولن يحصل على أجوبة واضحة وقاطعة ممن يعطّلون الإستحقاق الرئاسي وعلى رأسهم ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل».
كي تكون زيارة لودريان منتجة عليه أن يحصل من حزب الله وحركة أمل على أجوبة تتعلق بالأسئلة التالية:
أولاً، هل ما زال الرئيس بري مصرّاً على طاولة حوار يترأسها أم يقبل بالتشاور بين الأطراف مباشرة أو بالواسطة؟
ثانياً، هل سيلتزم رئيس المجلس بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متعددة لا تعطيل للنصاب فيها؟
ثالثاً، هل فعلا يريد ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» إنتخاب رئيس للجمهورية في هذا التوقيت أي قبل انتهاء الحرب في غزة؟
رابعاً، هل يقبل «حزب الله» وحركة «أمل» برئيس لا يواليهما 100%؟
وحدها الإجابة عن هذه الأسئلة الأربعة تكفل إما نجاحاً للزيارة يترجم بانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن وإما فشلاً يجعل من مهمة لودريان ومن جهود اللجنة الخماسية لزوم ما لا يلزم باعتبار أن القرار سيكون في النهاية لدى هذا الثنائي.
هذا الفشل إن حصل وهو المرجح بقوة يضع لودريان واللجنة الخماسية أمام خيارين:
الخيار الأول هو أن يصرف هؤلاء النظر عن موضوع الإستحقاق الرئاسي وترك اللبنانيين يتدبرون أنفسهم. أما الخيار الثاني فهو أن تلجأ دول الخماسية إلى معاقبة المعطلين في عرفها ولكن خطوة كهذه قد تزيد من تعقيد الأمور وتعنّت ثنائي «حزب الله» و»أمل» بمواقفهما ومرشحهما.
يقول البعض إن لودريان ما كان ليحضر إلى بيروت لو لم يكن هناك من جديد يعوّل عليه ولكن قد يكون هناك في لبنان وخارجه من ينقل للودريان وربما لغيره صورة مغلوطة وحتى أن سفراء الخماسية قد تكون الصور في رؤوسهم وفق مصالحهم ومواقيتهم وهي أمور لو يدري بها لودريان لكان ربما أرجأ زيارته إلى أجل غير مسمى.