تترنح الملفات السياسية والامنية والاجتماعية متربعة في ثلاجة الانتظار، من دون ان يجد اي منها طريقه للحل. سياسيا، جولة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان محددة المعالم والاهداف، وفقا لما رشح عنها، حيث باشر سلسلة لقاءات “رئاسية” المضمون، تشير المعلومات الى انها تتصل بمحاولة فصل ملف رئاسة الجمهورية عن الامن في غزة والجنوب. اجتماعيا، ترقب لنتائج “مؤتمر بروكسيل” حول مستقبل سورية، اما امنياً فرصد لاي تطور في مفاوضات غزة عله يفرض وقف اطلاق للنار على جبهة الاسناد الجنوبية.
اوساط متابعة للزيارة الفرنسية اشارت الى ان محاور المحادثات التي سيعقدها لودريان في بيروت، وفقا لما تبلغته الجهات المعنية في بيروت، تتلخص باربع نقاط اساسية، ابرز ما تتضمنه:
-ملف النفط الذي اعادته حارة حريك الى الطاولة من جديد، من خلال الاتهامات المتزايدة لشركة “توتال” بالتلاعب والتهرب واخفاء معطيات، خصوصا ان ثمة معلومات عن اتفاق بين المخابرات الفرنسية و “الاسرائيلية” انجز عشية ترسيم الحدود البحرية، تسلمت بموجبه “تل ابيب” خرائط مسح دقيق للبلوكات رقم 8 و9 و10.
-ملف رئاسة الجمهورية، حيث يدور الكلام حول مبادرة فرنسية عمادها “ورقة مكتوبة” تتضمن مواصفات الرئيس العتيد، وضعتها لجنة فرنسية بعد مراجعتها لمحاضر الاجتماعات والمشاورات السابقة، تأمل باريس في اقناع الاطراف بها، تمهيدا لاسقاط مجموعة من الاسماء عليها.
-اعادة طرح فكرة طاولة حوار وفقا لصيغة “سان كلو” التي اثبتت نجاحها، وهي تنطلق من خارطة الطريق التي وضعتها “اللجنة الخماسية” في اجتماعها الاخير في السفارة الاميركية في عوكر، على ان تكون الدعوة محصورة بالنواب بوصفهم هيئة تشاور، تبحث تسوية شاملة ابعد من الملف الرئاسي، بعدما بات ملء الشغور في بعبدا تفصيلا، ووسط المخاوف من التسويات الكبرى في المنطقة.
-ملف الحدود الجنوبية، حيث سيسعى لودريان الى اعادة اصلاح “الخلل” الذي اصاب العلاقة بين باريس وحارة حريك، على خلفية الورقة التي قدمتها فرنسا في ما خص التسوية الحدودية ووقف اطلاق النار، والذي سمع بعدها السفير الفرنسي من احد مسؤولي حزب الله، تفضيل الاخير وراحته للتعامل مع الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، اكثر من التعامل مع الفرنسيين.
ورأت الاوساط ان قرار “الثنائي الشيعي” نابع راهنا من محاولة استثمار الاوضاع على الساحة الجنوبية، من اجل تحصيل مكاسب على الصعيد الوطني، تعطيه دفعا ايجابيا في هذا الاتجاه، علما ان ملف رئاسة الجمهورية بخيار المرشح الثالث يصبح ثانويا وغير ذات اهمية، بعد الاتفاق على المواصفات، ليبقى اسم الرئيس العتيد ثانويا، والاهم ان حارة حريك تكون قد نجحت في اعادة احياء المعادلات التي على اساسها قام اتفاق ترسيم الحدود البحرية.
وختمت المصادر بان النجاح في تحقيق هذا الانجاز، سيؤمن نقاطا لمصلحة معركة الرئيس الاميركي جو بايدن في السباق الى البيت الابيض، وهو الوتر الذي تحاول فرنسا اللعب عليه لتمرير صفقتها، تماما كما حصل يوم نجح في تمرير اتفاق الترسيم عشية انتخابات الكونغرس، ليصبح عندئذ تنفيذ القرار 1701باي من مندرجاته قابلا للحياة لفترة طويلة ، وضامنا للاستقرار بحماية القوى الامنية والعسكرية اللبنانية، وهو ما استفسر حوله الفرنسيون، من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، وحاجات الجيش اللبناني للقيام بهذه المهام.
فهل يعني كل ما تقدم، ان “الثنائي الشيعي “قد قرر رد “الباس” لواشنطن والانتقال للعب في ساحة الترسيم والاقتصاد، بعدما لمس عدم حماسة اميركية جدية للتفاوض لانجاز الاستحقاق الرئاسي، والحجة حرب غزة وربط الساحات؟
لودريان زار ميقاتي وجنبلاط
زار الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، في حضور السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو والوفد المرافق.
وخلال الاجتماع، تم البحث في المساعي التي تبذلها فرنسا لحل أزمة الرئاسة في لبنان والجهود التي تقوم بها “اللجنة الخماسية” في هذا الاطار.
كما زار لودريان والوفد المرافق الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط في كليمنصو، في حضور ماغرو.
وخلال اللقاء، تم البحث في آخر المستجدات والمساعي الفرنسية على خط الملفات والأزمة اللبنانية.