أتى جان- إيف لو دريان وغادر لبنان مؤكداً عودته لاستكمال مهمته. من المنطقي الافتراض أنّ هدف فرنسا والدول الخمس التي تعمل على الملفّ اللبناني، هو كيفيّة مساعدة لبنان وشعبه على إعادة النهوض. ومن البديهيّ القول إنْ لا نهوض من دون استرجاع «الدولة».
وردّاً على «تعميم» أصحاب شعار «كلّن يعني كلّن»، وردّاً على مطالبة محور الممانعة «بالحوار غير المشروط» وردّاً على معزوفة الدول الخارجيّة التي تُطالب جميع الأفرقاء بالعمل على إنهاء الأزمة اللبنانيّة بِدءاً بإنهاء الشغور الرئاسي، يُطرَح السؤال التالي:
ما هو المطلوب من أفرقاء «المعارضة» لتسهيل استرجاع «الدولة» وإعادة بناء مؤسساتها وإعادة لبنان على الخريطة العربية والدوليّة؟ هل نقول لأفرقاء المعارضة عليكم أن تطبّقوا الدستور وأن لا تخرجوا من البرلمان قبل انتخاب الرئيس؟
هل نقول لهم لا تستبيحوا الحدود ولا تفتحوا معابر غير شرعيّة؟ هل نقول لهم أقفلوا مصانع مخدراتكم وممنوعاتكم؟ هل نقول لهم لا تهرّبوا البضاعة على المرافق الشرعية؟ هل نقول لهم إدفعوا رسوم الجمرك عند إدخالكم البضائع على المرافئ والمطار؟ هل نقول لهم أوقفوا خطف الناس وسرقة السيّارات ولا تجعلوا بيئتكم حاضنة لهكذا أفعال؟ هل نقول لهم لا تستبيحوا الأملاك الخاصة والأملاك العامة والمشاعات؟ هل نقول لهم سدّدوا رسوم الكهرباء والماء وغيرها؟ هل نقول لهم إسحبوا فائض التوظيفات في الدولة وأوقفوا دفع الرواتب لآلاف الموظفين الموتى او الذين لا يحضرون الى إداراتهم؟
هل نقول لوزراء ونواب «القوات» و»الكتائب» و»الأحرار» و»التجدّد» والسياديّين، أعيدوا الأموال العامة التي هدرتموها جرّاء التزاماتكم وتنفيعاتكم في مجالس وهيئات وصناديق بشرّي وطرابلس والمتن وبيروت وزحلة؟ هل نقول لأفرقاء المعارضة لا تقوموا بأفعال ولا تقولوا أقوالاً تضرب علاقاتنا مع دول الخارج؟ أم نقول لهم لا ترتهنوا للخارج ولا تُدخِلوا لبنان في محاور لا تعنيه ولا تحوّلوا بلادكم إلى ساحة للحروب وللصراعات الإقليميّة؟ ماذا عسانا نطلب بعد من أفرقاء المعارضة؟
إلى حاملي شعار «كلّن يعني كلّن» وإلى كلّ المرجعيات والقيادات والدول الخارجيّة التي تدعو الى الحوار نقول: «مرتا مرتا، تلتهين بأمور كثيرة والمطلوب واحد»، مطلوبٌ منكم محاورة جهة واحدة، وطرح السؤال على جهة واحدة، وهي «حزب الله» وراعيه الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران: هل تريدون إعادة بناء دولة «كاملة الأوصاف» في لبنان، أو هل ستسمحون بذلك، نعم أم لا؟ فيُبنى على الشيء مقتضاه، فهنا العقدة وهنا الحلّ، والباقي ملهاة.