IMLebanon

لودريان في بيروت بمهمّة أمنيّة لا رئاسيّة : نقل عرض أميركي – “إسرائيلي” أساسه ال1701!

حزب الله سيعاتب الموفد الفرنسي : ما بعد 7 تشرين ليس كما قبله

 

فيما ينهمك العالم بهدنة غزة وبما قد يعقب الهدنة ، يتصدر سؤال حول كيف سيكون عليه المشهد بعد انتهاء الهدنة الممدد لها؟ هل يتجه ميدان غزة الى مزيد من التفجير، قد يكون اخطر من ال48 يوما التي مضت منذ طوفان الاقصى في السابع من تشرين؟ او ان حماس تعبت من الخسائر البشرية التي منيت بها، كما تعبت “اسرائيل” بدورها من القتال المضني والخسائر الكبيرة التي لحقت بها، على وقع خلافات داخلية كبيرة قد تطيح نتايناهو، ووسط نقمة شعبية كبيرة تطالبه بالقيام بكل ما يلزم لتحرير الاسرى والرهائن المحتجزين لدى حماس.

 

وبانتظار كيف سيرسو عليه المشهد بعد انتهاء الهدنة الاولى ، يتحضر الداخل اللبناني المرتبط حكما عبر جبهة الجنوب المفتوحة منذ الثامن من تشرين بتطورات ميدان غزة، لا سيما ان الهدنة انسحبت ايضا على الجنوب، تماما كما كان اعلن امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، الذي اشار الى ان جبهة الجنوب هي جبهة مساندة لغزة وهي مرتبطة بميدان غزة، يترقب الداخل اللبناني حركة موفدين يتقدمهم الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، الذي وصل ليلا الى بيروت في زيارة تستمر حتى الجمعة.

 

المعلومات تفيد بان لودريان سيستهل محادثاته في بيروت الخميس بسلسلة لقاءات بدءا من السراي ، حيث سيجتمع برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وعين التينة حيث سيلتقي رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما سيتوجه لودريان يوم الاربعاء الى اليرزة، حيث يعقد لقاء مع قائد الجيش جوزيف عون، كما ان يوم الاربعاء سيشهد على لقاءات للودريان مع كل من رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” سابقا وليد جنبلاط ونجله تيمور، كما رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، على ان يعرّج بين هذه اللقاءات على بكركي، حيث يعقد محادثات مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.

 

اما يوم الخميس فسيستكمل لودريان جولته التي يستهل يومها الثاني بلقاء مع رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” الحاج محمد رعد، ورئيس التيار الوطني الحر، يعقبه اجتماع مع رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل، كما سيجتمع بميشال معوض وفؤاد مخزومي معا، كما بميشال دويهي ووضاح الصادق ومارك ضو قبل ان يعقد لقاء مع نعمت افرام ووليد البعريني.

 

وبحسب المعلومات، فلقاءات لودريان لن تشمل فقط المعنيين السياسيين، انما ستتخذ طابعا ديبلوماسيا اذ ان اجتماعا سيعقده يوم الخميس مع سفراء اتحاد اوروبيين، كما يلتقي سفير الولايات المتحدة والسفير السعودي معا، على ان يكون له لقاء صحافي يوم الجمعة قبل مغادرته الاراضي اللبنانية.

 

هذا في شكل اللقاءات، اما في مضمون ما قد يحمله لودريان معه الى بيروت، فتكشف اوساط متابعة ان لا جديد رئاسيا سيأتي به الوسيط الفرنسي الذي فقد دوره كوسيط، لافتة الى ان المهمة الاساسية ليست مهمة رئاسية، انما تتعلق بالحرب في غزة وما قد يتم وضعه على طاولة التفاوض في الحل السياسي المرتقب بعد الحرب على غزة.

 

وفي هذا السياق، تحدثت الاوساط عما سيطرحه ويعرضه لودريان على المعنيين، لا سيما حزب الله ، فاشارت الى ان “اسرائيل موجوعة” في الشمال، وهي تعاني على جبهة الجنوب اللبنانية، لذا فهي تسعى الى تمديد الهدنة، وعندما تنتهي من غزة ستسعى الى تحقيق انتصار سلما او حربا بالشمال، عبر منع حزب الله من الوصول الى منطقة ال1701 وابعاد قوات الرضوان عن الحدود.

 

من هنا، تكشف الاوساط المتابعة ان ما قد يعرضه لودريان على حزب الله كما ميقاتي وبري ، هو عرض اميركي وطبعا “اسرائيلي”،  ويتضمن انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني التي تعتبر نطاق عمل ال 1701 ، ما يعني عمليا ان مهمة لودريان المنسقة اميركيا و”اسرائيليا”، لا سيما انها تأتي بعيد زيارة ماكرون “لاسرائيل”، ستكون محاولة دفع لبنان الى منع حزب الله من الوجود بنطاق ال1701 ، وهذا لن يقبله احد.

 

مصادر مطلعة على جو “الثنائي”، وردا على امكان طرح هذا الموضوع من قبل لودريان، قالت : لبنان اصلا ولا سيما الجنوب بحالة حرب، و “اسرائيل” تخرق يوميا ال1701 منذ العام 2006 برا وبحرا وجوا، فلمَ تذكروا اليوم ال 1701؟ واضافت المصادر : كل اهل الجنوب هم في نطاق منطقة ال1701 ، وسألت المصادر : “شو المسلحين بهالمنطقة غرباء”؟ وختمت المصادر بالقول : “اسرائيل” منيت بخسارة مدوية في كل الاحوال، فلا هي قادرة في قطاع غزة على انهاء حماس واسترجاع الاسرى بلا تفاوض وبلا شروط مسبقة، كما كانت اعلنت سابقا ، ولا في الشمال ستحصل على مبتغاها ، فابعاد حزب الله عن جنوب نهر الليطاني هو فكرة حمقاء!

 

وفيما تحدث بعض المطلعين على الجو الفرنسي بان لودريان قد يعود ويطرح المبادرة الفرنسية السابقة على طاولة التفاوض من جديد، عبر مقايضة قد يعرضها على حزب الله اساسها : الانسحاب من منطقة جنوب الليطاني وتطبيق ال1701 ، مقابل العودة لدعم وصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية المدعوم من حزب لله الى سدة الرئاسة ، اكدت المعلومات ان هذا الامر غير وارد على الاطلاق لدى الحزب، كما ان الحاج محمد رعد سيعاتب باسم حزب الله فرنسا من خلال لودريان، لا سيما على الموقف الفرنسي تجاه غزة، كما على التحذيرات التي كانت باريس قد بعثت بها بعيد اندلاع الحرب في غزة من توسع جبهة الجنوب اللبنانية، والتي نظرت من خلالها فرنسا للامور من وجهة نظر “اسرائيلية”، وقد تكون الرسالة التي سيسمعها رعد للودريان مفادها : ما بعد 7 تشرين ليس كما قبله.

 

وعليه، لا نتائج متوقعة من زيارة لودريان، لا سيما انه سيكرر المواقف السابقة نفسها والداعية لانتخاب رئيس سريعا، فباريس فقدت كل اوراقها في لبنان، واتت عملية طوفان الاقصى وما اعقبها من مواقف فرنسية رسمية، لتبعد فرنسا اكثر فأكثر عن الساحة اللبنانية، يختم مصدر موثوق به لـ “الديار”.