لقد لمع اسم السيّدة والوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة، وعمّت شهرتها من خلال أعمالها، التي فرضت نفسها على قلوب الناس… فمَن هي هذه السيّدة الفاضلة؟
لقد دخلت السيّدة ليلى الصلح السياسة من بابها العريض، فهي تنتمي الى عائلتي الصلح وحمادة العريقتين على الساحة السياسية اللبنانية، وهي في الوقت نفسه نائب رئيس مؤسّسة الوليد بن طلال الانسانية، تزوّجت من المرحوم ماجد حمادة نجل المرحوم صبري حمادة رئيس مجلس النواب الأسبق.
إنها الأبنة الخامسة لأوّل رئيس لمجلس الوزراء في لبنان بعد الاستقلال بعد تعاونه مع الرئيس بشارة الخوري أول رئيس للبنان عام 1943.
ليلى الصلح… ومن خلال أعمالها، حصلت على جوائز وتنويهات وأوسمة عدّة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
– وسام الأرز اللبناني من اتحاد المواطنين الفرنسيين في الخارج عام 2009… وهي أوّل امرأة في لبنان تحمل لقب وزيرة، إذ عُيّنت وزيرة للصناعة في لبنان، خلفاً للوزير السابق الياس سكاف، في حكومة الرئيس عمر كرامي الثانية في عهد الرئيس اميل لحود، وذلك في 26 تشرين الأوّل 2004 وحتى 19 نيسان 2005. وجاء تعيينها الى جانب الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة التي عُيّنت وزيرة دولة لشؤون مجلس النواب في الحكومة نفسها.
– نالت الميدالية البابوية من البابا بنديكتوس السادس عشر عام 2008.
– أحرزت ميدالية المرأة العربية من سمو الشيخة سبيكة آل خليفة عام 2006.
– نالت الدكتوراه الفخرية في الآداب الانسانية من الجامعة اللبنانية – الاميركية عام 2006.
ـ تسلمت كأساً فخرية من الجامعة العربية عام 2008.
– حصلت على الميدالية القرمزية للأكاديمية الفرنسية من جامعة القديس يوسف عام 2008.
– حصلت على جائزة تقدير من الشيخ حمدان بن زايد في أبوظبي عام 2008.
كما كرّمها ومؤسسة الوليد بن طلال المفتي الراحل الشيخ محمد السيد طينطاوي والرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي.
هذا غيض من فيض، أورده كأمثلة على ما تحمله لها جميع المؤسّسات بل جميع الأفراد من احترام وتقدير.
كل هذا الى جانب عملها الانساني والاجتماعي… فهي تقود مؤسّسة الوليد بن طلال الانسانية للأعمال الخيرية في لبنان منذ العام 2003… هذه المؤسّسة التي انطلقت في 16 تموز 2003، تزامناً مع ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رياض الصلح في 16 تموز 1951.
لليلى الصلح حمادة وجهة نظر متكاملة في موضوع المرأة العربية وتطوير المجتمعات العربية… فهي شخصيّة عاشت التناقضات اللبنانية بسياساتها وحروبها الأهلية والوطنية.
عملت السيّدة ليلى الصلح حمادة في المجلس الوطني لإنماء السياحة قبل أن تنتقل لتقود مؤسّسة الوليد بن طلال الانسانية للأعمال الخيرية في لبنان، والأمير الوليد هو ابن شقيقتها منى، وهي تقوم -ولا تزال- من خلال هذه المؤسّسة بمساعدة المؤسّسات والجمعيات الخيرية، كما تقوم بمساعدة جمعيّات متخصّصة برعاية الأطفال والمعوّقين، وتقدّم دعماً مادياً للمؤسّسات التعليمية والمدارس اللبنانية…
هي إنسانة مثقفة جداً… تحمل شهادة في الدراسات الشرقية من جامعة القديس يوسف في لبنان. وهي -وهذا هو الأهم- تساعد المحتاجين والمؤسّسات الأهلية بغض النظر عن المذهبية أو الطائفية أو العرق… وهي لا تميّز بين مناطق وأخرى… وأدلّل على ذلك أولاً: بما قدّمته المؤسّسة لطرابلس، حيث عملت على تدعيم وترميم أبنية آيلة للسقوط.
وثانياً: بما قامت به المؤسّسة من خلال ترميم وتجهيز جناح للأحداث في سجن روميه المركزي، وحفر بئر ارتوازية في ثكنة المغاوير.
ولا ننسى ثالثاً ما قامت به المؤسّسة عام 2015، حين قدّمت هِبَة الى صندوق تعاضد القضاة بهدف مكننته.
أما رابعاً: فاستحداث المؤسّسة مدرسة متوسطة في مؤسّسات الدكتور محمد خالد.
وكما ذكرت فإنّ السيّدة ليلى الصلح حمادة، تقود المؤسّسة وفق هدف موحّد، هو تنفيذ الأعمال الخيرية بلا حدود، بغض النظر عن العِرق أو الدين، وتسخّر جهودها نحو أربعة مجالات محدّدة هي:
ألف: تحفيز التفاهم بين الثقافات، والدعوة الى الحوار بين الأديان.
باء: تطوير المجتمعات العربية.
جيم: تمكين المرأة والشباب.
دال: توفير الإغاثة الفعّالة والفورية عند الكوارث.
ولم يقتصر عمل السيّدة ليلى الصلح حمادة من خلال المؤسّسة على العمل المحلي، فقد وقّعت المديرة العامة للأونيسكو إيرينا بوكوفا والسيّدة ليلى في 23 نيسان عام 2023 اتفاقية شراكة لتعزيز العمل في مجال الموارد التعليمية، وذلك من خلال توفير مكتبة رقميّة ومركز للموارد، وإنشاء مركز للتدريب مع التركيز التام على دور الشباب، كما ان المؤسّسة ساهمت بـ700 مليون دولار للعمل الإنساني في مجالات عدّة في لبنان وفي مختلف المناطق.
وأخيراً… أعتذر من القرّاء، لأنّ قلمي لم يسرد كل ما قامت به السيّدة ليلى الصلح حمادة ومؤسّسة الوليد بن طلال للأعمال الانسانية والخيرية من إنجازات.. ويكفي في نهاية مقالي هذا، أن أذكّر بما قالته السيّدة ليلى خلال زيارتها لـ»مركز زوّار تنوتس التربوي والتأهيلي لذوي الحاجات الخاصة»: إنّ هذا المركز ودعمه من واجباتنا، لأنّ أصحاب الحاجات الخاصة هم هدف من قِبَل المؤسّسة، فهم يستحقون منا أن تكون مقارّهم لائقة بهم… فعطاءات المؤسّسة لن تتوقف أمام أي إنسان بحاجة الى مساعدة.
وأختم في الجزء الأخير لأقول:
فما التأنيث لاسم الشمس عيباً
ولا التذكير فخر للهلال
ولو كن النساء كمن عرفنا
لفضّلت النساء على الرجال