IMLebanon

العبرة من مؤتمر روما – 2 الإستقرار في لبنان حاجة وضرورة

 

 

من روما، وعند وصوله إلى تلك العاصمة التي احتضنت مؤتمراً عن لبنان، أطلق رئيس الحكومة سعد الحريري صرخةً مدويةً، قال فيها:

إنَّ ما يهمنا هو ما يريده لبنان، وليس ما يريد المجتمع الدولي من لبنان مقابل المساعدات التي سيقدمها. نحن هنا لنقول للمجتمع الدولي ما يلزمنا في لبنان.

جاءت هذه الصرخة رداً على كلِّ الأقاويل والتأويلات من أنَّ لبنان يُجري مقايضة بين المساعدات التي تُعطى له، في مقابل قبوله ببقاء النازحين على أرضه وكذلك اللاجئين.

من أول الطريق قال كلمته، وأهميتها أنَّها تأتي قبل مؤتمر باريس – 4، الذي سيبحث في تمويل مشاريع إستثمارية سيقدمها لبنان، وكذلك قبل مؤتمر بروكسيل الذي سيبحث في تقديم المساعدات للبنان الذي يستقبل مليون ونصف مليون نازح سوري، ونصف مليون لاجئ فلسطيني.

 

تظاهرة دبلوماسية من أجل لبنان شهدها مقر وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، افتتاح المؤتمر كان بكلمة للبلد المضيف، لرئيس وزراء ايطاليا باولو جانتيلوني، ثم كانت كلمة البلد الذي من أجله انعقد المؤتمر، كلمة لبنان التي ألقاها الرئيس سعد الحريري، كما كانت كلمة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، باعتبار أنَّ الدعوة للمؤتمر موجهة من قبل مجموعة الدعم الدولية للبنان، والمؤتمر المخصص لدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان.

بعد الإفتتاح عقد المؤتمر جلسة عمل مغلقة إختتمت، بمؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس الحريري ووزير الخارجية الإيطالي انجيلينو الغانو.

في الجلسة المغلقة عرض الوفد اللبناني الخطة الشاملة التي حملها معه لدعم الجيش والقوى الأمنية على مدى خمس سنوات. وتجدر الإشارة إلى أن قائد الجيش العماد جوزف عون كان ناقش الخطة، وما سهَّل المهمة أنَّ غراتسيانو كان قائداً لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وله علاقات وطيدة مع ضباط الجيش اللبناني.

 

الحشد العربي والدولي الذي شارك في المؤتمر، أعطى انطباعاً بأنَّ الإهتمام العربي والدولي لم يتراجع، فليس سهلاً أن يجمع المؤتمر:

المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مصر، الكويت، البحرين، الأردن، قطر، الجزائر، المغرب وعمان، إلى جانب البلد المضيف إيطاليا، وكل من الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المانيا، بريطانيا، اسبانيا، روسيا، كندا، اليابان، الصين، كوريا، استراليا، الدانمارك، النمسا، فنلندا، السويد، سويسرا، هولندا، النروج، بولندا، رومانيا، الأرجنتين، البرازيل، أرمينيا، قبرص، اليونان، تركيا، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والناطق باسمها بصفته عضواً مراقباً.

أي بلدٍ صغير في العالم قادر على تأمين هذا الحشد الهائل من الدول القادرة، في هذه الظروف الدولية بالذات؟

هذا الحشد وهذا الإهتمام يدلان، بما لا يرقى إليه الشك، أنَّ لبنان ما زال حاجة عربية ودولية لأن يكون واحة استقرار للجميع من دون استثناء، ويعرف الذين شاركوا في المؤتمر أنَّ أحد أبرز شروط الإستقرار هو جهوزية واكتفاء المؤسسات العسكرية فيه، لذا سارعوا إلى تحقيق هذا الشرط لأنَّ عدم قدرة المؤسسات العسكرية والأمنية ستجعل المؤسسات السياسية في وضع غير قادر على تحمل الأعباء.