شيءٌ ما يحصل في البلد، وإذا ما استمر على هذا المنوال فإنَّ ما لم تُسقطه الحرب سيسقط باللامبالاة والفوضى والتقصير والعجز.
شيءٌ ما يحدث في البلد، وإذا ما استمر على هذا المنوال من تخط لكل السقوف، فإنَّ ما صمد أيام الحرب لن يستطيع الصمود في عزِّ السِلم.
شيءٌ ما يلوح في الأُفق، وإذا ما استمر يقترب من دون معالجة، فإنَّ الخطر سيكون داهماً.
إنَّ بلداً لم تُسقطه حروب اسرائيل المتتالية.
ولم تُسقطه الحروب الداخلية المتعاقبة.
ولم يسقطه تدفق اللاجئين الفلسطينيين ولا النازحين السوريين.
ولم يسقطه وصول سعر صرف الدولار إلى ما يفوق الثلاثة آلاف ليرة لبنانية.
ولم تُسقطه ديون خارجية إقتربت من السبعين مليار دولار.
هل تُسقطه النفايات؟
***
السؤال فيه شيءٌ من السذاجة، لأن النفايات هي الشمَّاعة التي تُعلَّق عليها سائر المطالِب والتي تبدأ بإسقاط النظام وصولاً للدخول الى الأملاك العامة والتعدي على إشارات السير، وكأننا أمام فوضى كاسحة.
***
أمس الأول، وتحديداً بعد ظهر السبت الفائت، تجمَّع عدد من الشابات والشبان، إفترشوا رصيف الزيتونة باي ووضعوا مأكولاتهم التي حملوها معهم، على الأرض وتناولوا الطعام في مشهدٍ قالوا إنه موجَّه ضد القيِّمين على هذا المشروع وضد المستثمرين فيه، وكلُّ ذلك تحت شعارات وصيحات تطالب بإسقاط النظام.
ماذا كانت النتيجة؟
اهتزاز لِما تبقَّى من صورة لبنان السياحية، وحمل المستثمرين في تلك المنطقة على الرحيل.
وفي المقابل، لا النظام سقط أو هو على شفير السقوط، ولا المطالب تحققت.
***
الخطورة في ما يجري تكمن في ما يلي:
إذا كان هناك من حوار يجب أن يتمَّ معهم، فمع اي قيادات يجب أن يتم؟ وما هي المطالب؟
في الثورات، وفي التسويات، وفي الحوارات، تكون هناك ورقة مطالب، ما يجري هذه الأيام هو التحركات الشفهية وكل ذلك يجري من دون حسيب أو رقيب.
واذا استمرت الأمور على هذا المنوال، فلن تتحقق أي مطالب.