IMLebanon

لئلا يفعلها المسيحيون!

ليس من المبالغة عشية اسبوع التمديد لمجلس النواب إن تخوف كثيرنا من تكبير الحجر المسيحي في تظهير الاخراج لهذه الخطوة القسرية التي تفرض على بقايا نظام متهالك. نقول تكبير الحجر لأننا نظن انه ليس على المسيحيين هنا ان يحمّلوا انفسهم فوق ما يتحملونه تبعة ما افتعله او انجرف فيه الآخرون ايضاً بحجة الميثاقية.

يدرك الجميع ان اقحام عامل الميثاقية بعد اتفاق الدوحة في اللعبة الدستورية والتصويت النيابي شكل الضربة القاصمة الاخرى لاتفاق الطائف وجوّفه من الأصول الاساسية التي لا تلحظ لا ميثاقية ولا من يحزنون في احتساب الاكثريات والاقليات. كان ما كان مما لا يستدعي الآن التوغل في نكء جروحه. ولكن اثارة هذا الجانب على مشارف تمديد بات كالقدر الحتمي الذي لا مرد له تحتمه حقائق صارمة بواقعيتها يتعين على القوى المسيحية التي تخضع لضغوط شديدة في جرّها الى تغطية التمديد ان تحتويها دونما ان تترك مزيداً من تمزقات وطنية.

فالمسيحيون، وإن كان بعضهم جزءا لا يتجزأ في تحمّل الكثير من تبعات الوصول بالبلاد الى ما بلغته من تأزم دستوري وسياسي، لا يزالون الأقل تحمّلا لتبعات صراع مذهبي جارف كاد يودي بلبنان الى انهيار امني وربما حرب مذهبية. هذه حقيقة قد لا ترضي كثيرين من الشركاء المسلمين وقد تغيظ افرقاء يخلطون تصفيات الحسابات الرئاسية بوقائع ارتباطات محاور داخلية بمحاور الصراعات الاقليمية، ولكننا لا نجد من يملك حجة ردّها واقعياً.

تبعاً لذلك يتعين على القوى المسيحية ان تلتفت مرة الى واقعية سياسية مفرطة يتقنون عبرها توزيع ادوار غالباً ما فشلت فيه. لا القوى التي سترفض التمديد ترتكب معصية في المخاطرة بفراغ آخر مهما كانت دوافعها صادقة او مناورة في مبدئية الرفض، ولا القوى التي ستؤيد التمديد قسراً ترتكب خيانة الانقلاب على مبدئية تمسكت بها، فيما كل القوى الاخرى ومن ورائها الداعمون الاقليميون يدفعون نحو خطوة يراد لها ان تحفظ بقايا استقرار امني ولو على حساب إجهاض فرصة تغيير طبقة مترهلة الى أقصى الحدود وباتت لا تدمن إلا تفريخ الازمات.

هذه الخطوة الطالعة تتجاوز تمديداً لمجلس النواب الى احتواء حرب او هكذا على الأقل اريد لها ان تضع اللبنانيين أمام معادلة لعينة بكل المعايير القسرية. ولا نرى أين الحكمة في حماسة مسيحية لتوظيف هرولة الآخرين نحوهم بما يفرخ شرخاً اضافياً لديهم هم في غنى عنه ولا يجب ان يحمّلوا انفسهم تبعته ما دامت النتائج ستكون محسومة سلفاً مع استحالة الأحلام الواهمة بإحياء ديموقراطية تنازع بقايا خلجاتها الاخيرة على مذبح عصف مذهبي مدو يستحيل احتواؤه هو الآخر. وإذا كان من لديه ما يملك تبديد هذه الحقائق القاسية، فلماذا انتظار الساعة الاخيرة؟