Site icon IMLebanon

لئلّا «تنعكس» برودة المكيّفات… أمراضاً وفيروسات

يُعتبر مُكيّف الهواء من بين الأدوات الرئيسة في المنازل وأماكن العمل ومراكز التسوّق، لا بل إنّ الكثيرين يعتبرونه أفضل اختراع على الإطلاق وهم لا يتخيّلون حياتهم من دونه، خصوصاً في ظلّ موجة الحرّ الشديدة التي تضرب بلادهم. لكن هل من انعكاسات صحّية مخبّأة يجب الحذر منها؟

يشعر الإنسان في كثير من الأحيان بامتنانٍ شديدٍ لمُكيّف الهواء، خصوصاً بعد ممارسة تمارين رياضية طويلة خلال الأيام الصيفية واستمرار التعرّق حتّى بعد الاستحمام بمياه باردة.

صحيحٌ أنّ الهواء البارد ينشّط الجسم ويُنعشه، لكن عموماً بعد مرور نصف ساعة يشعر الإنسان بالارتعاش والحاجة إلى الخروج من الغرفة. وفي الواقع، تكون غالبية مكيّفات هواء المنازل والمكاتب والمتاجر متدنّية الحرارة، الأمر الذي يدفع الإنسان إلى الشعور برغبة مُلحّة في التوجّه إلى الخارج.

ولمعرفة أسباب ذلك، أجرى الباحثون دراسات موسّعة أكّدوا خلالها أنّ مكيّف الهواء يملك دوراً إيجابياً بما أنه يُفيد جداً الأشخاص الذين يعانون الربو والحساسية، وتتمّ من خلاله تصفية حبوب اللقاح والغبار.

فضلاً عن أنه يجفّف الرطوبة وينظّف الهواء بشكل عام، وبالتالي يسمح باستنشاق هواء نظيف. غير أنّ المشكلة تكمن في أنّ هذه الأجهزة تحتاج إلى صيانة ومراقبة وتنظيف جيّد، وإلّا فإنّ كلّ هذه الفوائد ستزول لتحلّ مكانها العدوى ومشكلات في التنفّس.

وفي ما يلي أهمّ خمسة آثار صحّية سلبية يجب الحذر منها أثناء تشغيل مُكيّف الهواء ووضعه على درجة حرارة متدنّية جداً:

– مشكلات التنفّس: عندما لا يتمّ تنظيف مُكيّف الهواء جيداً وتغيير الفلتر بانتظام، تنشأ أرض خصبة لجميع أنواع البكتيريا والفطريات. وعندما تنتقل هذه الكائنات الحيّة الدقيقة عبر الهواء، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات تنفّس عدّة. لذلك يجب الحرص على تنظيف أنظمة تكييف الهواء بانتظام وتغيير الفلترات كلّ بضعة أشهر.

– التعب وأوجاع الرأس والشعور بالمرض عموماً: يشعر الكثيرون من الأشخاص بعد انتهاء يوم العمل بتعب أكبر من العادة ووجع رأس وتوعّك. واللافت أنهم قد يجدون أنّ هذه الأعراض تزول عموماً لحظة خروجهم من المبنى، بما أنّ مكيّف الهواء قد يكون أحياناً السبب وراء ذلك.

وفي دراسة نُشرت في International Journal of Epidemiology عام 2004، تبيّن أنّ موظّفي المكاتب التي تحتوي مُكيّف هواء مركزياً واجهوا أعراض المرض أكثر مقارنةً بنظرائهم الذين لا يعملون في مبانٍ مجهّزة بمكيّف مركزي.

لتفادي أيّ تأثير سلبي في الصحّة، يُنصح برفع الحرارة قليلاً لتفادي الارتعاش، وأخذ فترات راحة منتظمة للخروج من الغرفة والحصول على هواء مُنعش وإفساح المجال لدرجة حرارة الجسم بالتوازن.

– التعرّض للتلوّث: حذّرت وكالة حماية البيئة من أنّ الإنسان قد يتعرّض لعدد أكبر من الملوّثات في الداخل مقارنةً بالخارج، خصوصاً أنّ مُكيّف الهواء المركزي لا يؤمّن هواءً منعشاً إنما ينشر هواءً قديماً.

ويعني هذا الأمر أنه في حال وجود عفن أو غبار أو وبر الحيوانات أو أشخاص آخرين في المبنى يعانون فيروسات أو عدوى منقولة عن طريق الهواء، يكون الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالمرض. لذلك يوصي العلماء بفتح النافذة ولو قليلاً.

– جفاف البشرة: كلما زاد وقتُ التعرّض لمُكيّف الهواء، أصبحت البشرة أكثرَ جفافاً بما أنّ الهواء البارد والجاف قد يجعل الجلد يخسر رطوبته. علماً أنّ هذا الأمر ينعكس بدوره على الشعر! لذلك يُنصح بالحصول على مرطّب جيّد ووضعه بانتظام.

أمّا خامساً وأخيراً، فقد أظهرت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يمضون وقتاً أطول في الأماكن التي تغزوها مُكيّفات الهواء ترتفع لديهم خدمات الرعاية الصحّية ويستشيرون طبيبهم أكثر.

وقد وجدت التحليلات ارتفاع عدد الزيارات لشكاوى متعلّقة بمشكلات في الأذن والأنف والحنجرة والأمراض الجلدية والجهاز التنفّسي، فضلاً عن زيادة عدد الغياب بسبب المرض. ولتفادي ذلك لا بدّ من تطبيق كلّ الإرشادات المذكورة أعلاه والتأكّد من أنّ جوانب أخرى من السيارة أو الغرفة تُنظّف بانتظام كالسجّاد والستائر وما شابه ذلك.