IMLebanon

فلينزل الناس الى الشارع ويتظاهروا ضد… الأزمة  

 

يأمل اللبنانيون أن يتوصل سعاة الخير بين بعبدا وعين التينة الى نتائج إيجابية بالرغم من صعوبة (إن لم يكن تعذر) حلّ العقدة بين المقامين الرفيعين والمرجعيتين الكبيرتين… ويتمنون أن يتوصل شاغل المقام الآخر (السراي الكبير) الرئيس سعد الحريري الى تسجيل نقطة على طريق الحل.

فلم يعد مقبولاً أن ينام اللبنانيون على تحدٍ من هنا يقابله تحدٍ من هناك في هذه المرحلة بالغة الدقة والخطورة التي هي، باعتراف الجميع، واحدة من أكثر اللحظات التاريخية الحرجة في هذا الشرق الأوسط المضطرب كما لم يعرف سابقاً من ارتفاع حُمّى المواجهات المصيرية التي عرفها على امتداد تاريخه.

فهل يُعقل أن تكون المرجعيات الكبرى غارقة في هذا الجدال السلبي العقيم وسط هذه الأنواء الرهيبة التي تعصف بالمنطقة وبالعالم كلّه تقريباً.

فمن «أزرار النووي» الكبيرة والصغيرة (على حدّ التعبير السخيف لقاطن البيت الأبيض) … الى ربيع عربي تترنّح آخر سلبياته، بل أخر الفواجع والمآسي التي ترتّبت عليه… فإلى رئيس الدولة الأعظم بين الأمم الذي يعد له الخبراء أيامه في الرئاسة جرّاء ما تتسم تصرفاته بكل شيء ربّما، إلاّ بكونه في الموقع العالمي القيادي الأول… الى طرح موضوع فمصير القدس الشريف جدياً على بساط التهديد بأنها آخر معالم العروبة والإسلام والمسيحية في هذه المدينة التاريخية لدرجة لا يملك أحد أن يراهن على عدم إزالة المسجد الأقصى من الوجود في السنوات الخمس المقبلة فيما أهل القضية لا يملكون سوى الشكوى، وبصوت منخفض، وكذلك العالم كله في سبات عميق… الى جنون حاكم كوريا الشمالية الذي تقابله بهلوانيات رئيس المفاجأة والمصادفة في الولايات المتحدة الأميركية (…).

وأما في الداخل اللبناني فهذا الوطن غارق في النفايات… وهو على أبواب إنتخابات نيابية عامة، غير مألوفة في قانونها الذي يتهيبه حتى الذين أنجزوه لذلك يتريّثون في إعلان التحالفات بالرغم من أنّ موعد عمليات الإقتراع بات على الأبواب… ويكفي إضراب (موجّه بالطبع) لبضعة عمّال حتى يقع الوطن بعاصمته في عتمة غبر مبرّرة على الإطلاق… أما «قصائد» الردح والقدح بين الأقوام في ما بينهم ومع أخصامهم «تشنف»آذان المواطنين الكادحين الذين يتآكلهم الغلاء الذي زاد في طينته بلّة إرتفاع قيمة الضريبة المضافة… وأما إذا منّت عليه السماء بخيراتها فتتحوّل الشوارع الى معرض للسيارات المحتجز في داخلها عشرات آلاف المواطنين بينهم الطفل والمريض والعجوز… وأما إرتفاع الدين العام (المعلَن) الى ملامسة 80 مليار دولار (والمخفي أعظم) فيرخي بظلاله على المواطن المسكين… وأما هجرة الأدمغة والكفاءة واليد العاملة الماهرة فحدّث ولا حرج!

… ومع ذلك يجد القوم مجالاً لسجالات أقل ما يقال فيها انها ليست برئية… والناس قاشعة وعارفة!

وبعد، إنّ هذه الأزمة يجب أن تنتهي، وقد لا نبالغ إذا دعونا الناس للنزول الى الشارع والبقاء فيه حتى إنتهائها!

يا قوم، ألا يكفينا ما فينا حتى تخترعوا لنا هذه الأزمة؟!.