IMLebanon

تعالوا نتصوّر لبنان من دون…  

 

لا يقتصر التصعيد على لبنان وحده، بل هو في إطار أوسع، على مستوى المنطقة برمتها، وأيضاً يطاول أقصى أنحاء العالم (كوريا الشمالية – الولايات المتحدة الأميركية) مع فارق لمصلحة لبنان يتمثل في أنّ الحوارات الداخلية الساخنة في لبنان هي من عدّة الشغل في هذا البلد… فتعالوا نتصوّر لبنان من دون هذه الحيوية السياسية حتى وإن وصلت أحياناً الى حدّ المبالغات!

 

تعالوا نتصوّر لبنان من دون المناكفات بين مختلف الأطراف!

وأن نتصوره من دون تغريدات وليد بك!

ومن دون «ديوانية الأربعاء» عند الرئيس بري التي ينتظرها اللبنانيون أسبوعياً ليطلعوا على ما يكون قد إختمر في ذهن أبي مصطفى من مواقف وتخريحات و… أرانب!

ومن دون سيلفي الرئيس سعد الحريري، وما يتحمله هذا الرجل الصابر الصامد من ظلم أقربين وأبعدين، وحلفاء وأصفياء، ومكامن السر، خصوصاً ذوي القربى!

ومن دون إطلالة الرئيس ميشال عون، يومياً، على اللبنانيين بعناده في ما يراه حقاً، وبإصراره على تغيير يبتعد كل يوم، وعلى إصلاح قد لا يبقى منه إلاّ الإسم إذا استمر هذا العراك المستدام بين من يريد للموقع أن يكون فاعلاً ومن يرد بالقول (في سرّه): لو كان بدنا الرئيس القوي ما كنّا عملنا إتفاق الطائف.

ومن دون خطابات سماحة السيّد حسن نصراللّه الذي يعرف، سلفاً، إن ما يقوله سيستثير عواصف إقليمية، وسيستدرج ردوداً داخلية بين مؤيد ومعترض، وسيظل حديث الناس الى أن تأتي الإطلالة التالية وهي تكون بالضرورة مهمة أياً كان الموضوع الذي يتناوله السيّد.

ومن دون حرص نهاد المشنوق على رفع راية الإنتخابات والمحاذير والمهل الداهمة، والبطاقة المتمردة، واستبعاد العفو العام قبل الإنتخابات (…) وحرصه كذلك على التنسيق بين الأجهزة.

ومن دون معاناة إبراهيم كنعان وملحم الرياشي اللذين استنفدا كل ممحاة في السوق، ليزيلا بعضاً من آثار هذا التصعيد المتفلّت بين تيار أحدهما وحزب الآخر.

ومن دون تمسك سليمان فرنجية ووليد جنبلاط وسواهما من الآباء بتعبيد الطريق أمام الأبناء ولو على حساب إبتعاد هؤلاء الأخيرين عن الندوة النيابية.

ومن دون زفت الوزير يوسف فنيانوس الانتخابي الذي شملت بركات سواده الحلفاء من عكار مروراً بالكورة والبترون وكسروان بالطبع (…) الى الجنوب (…).

ومن دون ركوب سامي الجميل قطار الشعبوية ورفضه الترجل منه ولو في محطة واحدة من طريقه الطويل في هذا الصراع المرير الذي يخوضه وريث الزعامات غير العادية والحزب الذي كان، ذات يوم، يوجه الناس ولا يوجهونه.

ومن دون رصانة جان عبيد المعتصم بحبل الحكمة والإتزان والصمت… والإنتظار الطويل على كوع «الإستحقاق» المزمن وهو المستحق…

ومن دون ءصوات أسيادهم من نواب ووزراء وسياسيين يتبلغون فيبلِّغون!