Site icon IMLebanon

هيّا نصوّت لخروج لبنان من الشرق الأوسط

اللبناني بيعيش وبيموت، وبينصاب بـ40 ضربة شمس وهبوط في الضغط، هيدا غير حالات الإغماء والذلّ والبَهدله على الطرقات أمام أبواب السفارات، وبيدفع شي 500 ألف ليرة فوتوكوبي كرمال ياخد فيزا «شينغن» لمدة 30 يوم غير قابله للتجديد حتى يزور أوروبا وياكل باغيت بباريس وبيتزا بروما، وإذا بيتأخر ساعه عن مِدّة الفيزا بيطرقوه لَبطه وبيرجّعوه مَشي على لبنان وبيمنعو سليلِة إمّو من زيارة أوروبا طوال القرن الواحد والعشرين… وقال شو، البريطانيين مش مرتاحين بتاتاً، ولا يريدون أن يكونوا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، ولا يهمهم أبداً أن تبقى فرنسا الدولة الشقيقة أو هولندا الأم الحنون. يعني عَن جَد، في دول العالم الأول والتاني والتالت، وفي نحنا اللبنانيي بلبنان.

الذي تابع الإعلام اللبناني خلال اليومين الماضيين وانتبه إلى كثرة تركيزه وانكبابه على تغطية خبر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أو لاحظ الهمّ البادي واضحاً على وجه الإعلاميين وأقلام الكتّاب، يَخال للوهلة الأولى أنّ بريطانيا صنعت صحن حمّص أو جاط تبولة أكبر من التي حققنا بها أرقاماً قياسية، أو أنّ خط البايبلاين بين بيروت ولندن سيتوقف أو أنّ الملكة اليزابيت أخدِت واحد من سد البوشرية. يا حبيبي نحن في الوضع السياسي والأمني والاجتماعي القائم حالياً بالكاد نستطيع عِتلان همّ أنفسنا أو ماكسيموم فينا نعتَل همّ صينية الكبّه ما تِلدَع بالفرن.

صراحة، وصل مستوى الوطنية والإنتماء والتفكير عند بعض الشعوب إلى درجة دفعتنا إلى تصفّح موقع «ويكيبيديا» لنتأكّد إذا كنّا نحن بالفعل مواطنين أو ماذا تحديداً… يعني الملكة اليزابيت تحكم المملكة المتحدة منذ أكثر من 60 عاماً وما زالت حتى هذه اللحظة ترضخ لإرادة شعبها بشكل مطلق ولا تتجرّأ على معارضة رأيه مهما كلّف الأمر… ونحنا بلا مواخَذه، أكبر نايب بأعرق حزب لبناني بيكون صَرلو 3 سنين خدمه فعليّه ونازل دَعوَسه بخلق الله ويسْتَرجي إبن مرا يدَوبل على موكبو أو يخالف آراؤو السياسيّه.

نحن بالتأكيد مواطنون، ولكننا منسيون في غرفة العناية الفائقة بحال كوما لا أمل في شفائها… نحن بالتأكيد مواطنون، ولكننا فريدون من نوعنا ونصلح بأفضل الأحوال لنكون جرذان اختبار في مختبر قياس ذكاء النملة في اختبار تفخيت جبنة غرويير بشعاع الليزر.

نحن طالما نتقاتل ونتخاصم ونهدم الهيكل على رؤوسنا بسبب خلافنا إذا كان زعيمي أقوى من زعيمك وحزبي أعرق من حزبك، فلن نتمكّن من أن نخرج حتى من التواليت العالقين داخلها.

نحن نريد المطالبة بالتصويت على خروج لبنان من الشرق الأوسط وتحريره من بيت عنكبوت السياسة العالِق داخله، ولكن بطريقة عجائبية مثل قَصّ حدوده بشفرة إلهية عملاقة تفصله عن محيطه ليتمّ بعدها رميه في مجاهل المحيط الهادئ ليصبح منعزلاً تماماً… خطوة ربما تسمح بقطع حبال كلّ المحاور الإقليمية والعالمية المتعلّق بها، ويصبح شعبه متحرّراً لتقرير مصيره، ومن ثمّ ينتخب 3 ديكتاتوريين وينظّم بينهم مسابقة على من يَنفي أكبر عدد من الأغبياء والطائفيين والمتحزّبين بشكل أعمى، وصاحب أعلى سكور يفوز بكرسي رئاسة الجمهورية إلى أبد الآبدين… وساعتها، خود بَقى يا معلّم على وطنيّة وانتماء وتعصّب في حبّ لبنان ومَرمَغة بتراب الأرز.

خروج لبنان من الشرق الاوسط لن يؤثر في أسعار النفط والذهب ولا في سعر صرف الدولار، وبالتأكيد لن يسبّب نقصاً عالمياً في الأفكار النيّرة ولن يضرّ حركة الملاحة العالمية… دخلكن على شو عِتلانين هَمّ، وْلَك حتى المطرب اللبناني بَطّل يغنّي باللهجه اللبنانيه.

ولعلّ خطوة بريطانيا متمدّنة كثيراً ومتطورة بالنسبة إلى شعب مثلنا… والأجدر بنا أن نخرج أولاً من طائفيتنا ومناطقيتنا وتحزّبنا وعائليتنا ومذهبيتنا ومحسوبيتنا، ومن بعدها يمكن أن ننظّم مزاداً علنياً لبَيع مرقد العنزة وجرن الكبّة ومحدلة السطح، ونخرج من بعدها بلبناننا إلى دولة يهتمّ فيها المسلم بتوظيف المسيحي، وإبن بعلبك يِعتَل همّ السياحة في بشري، ويلتَذّ إبن صيدا بحلاوِة الجبن في طرابلس من دون أحكام مسبقة… هيّا بنا نحلم.