IMLebanon

الرسالة وصلت

الموفد الفرنسي جان – فرانسوا جيرو يأتينا كل مرة بطبل وزمر تسبق تحركاته: راح الى إيران وعاد من إيران، راح الى السعودية وعاد منها، وذهب الى الڤاتيكان وعاد منه، والمزيد من الذهاب والإياب… وهذه مبادرة فرنسية في شأن الملف الرئاسي اللبناني التي يقودها جان – فرانسوا جيرو… وباختصار ينطبق عليه المثل السائر: «تمخص الجبل فولد فأراً» خصوصاً وأنّ حراكه في الداخل سجّل رقماً قياسياً، إذ لم يترك رئيساً أو زعيماً أو متزعماً أو حزباً أو… إلاّ والتقاه!

ثم، هذا الحراك كله ليقول لنا: «ليتفق اللبنانيون في ما بينهم»!

جميل هذا القول!

ولكنه يعلم، ونحن نعلم، والجميع يعلمون أنّ اللبنانيين غير قادرين على أن يتفقوا في ما بينهم، لأنّ الأمور خارجة عن إرادتهم… ولأنّ الانتخابات الرئاسية باتت بنداً أساساً في «البازار» الدائر في المنطقة.

إذاً الجميع يعرف أنّ الرئاسة في لبنان مرتبطة بالخارج، فليتوقف الآخرون عن نصحنا، فالأميركي والإيراني يعرقلون الأمور كلها، وليس الملف الرئاسي وحده، والإيراني لا يتنازل قبل أن يطمئنوه الى إنجاز ملفه النووي، وهذه واحدة من القضايا المرتبطة بالثمن الذي تطالب به إيران قبل أن تسمح بحلحلة في الملف الرئاسي في لبنان.

ونعود لنذكر أنّ السيّد حسن نصرالله وجّه 51 تهديداً الى إسرائيل في خطابه الأخير… وتلك كانت رسالة في حضور رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي… وكأنها رسالة إيرانية الى إسرائيل مفادها: لا سوريا… ولا لبنان… ولا العراق… وأنّ الحل هو في طهران، فمن يريد أمراً في تلك الدول فليذهب مباشرة الى المرجعية الايرانية.

أمّا عن الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، فيظهر أنّه يشبه قنبلة لها صاعق… والآن اليد على الصاعق كي لا يفلت وينفجر… الصاعق مضبوط حالياً فمتى يتم تعطيله نهائياً ليزول مفعول القنبلة؟

هذا ما يأمله اللبنانيون… وبانتظار ذلك فان القنبلة معدّة للتفجير.