Site icon IMLebanon

رسالة الى الرئيس عبدالفتاح السيسي

ندعو مصر لتحرير ليبيا.

قد يبدو هذا الكلام كبيراً وخطيراً ويمكن أن يُقال إنّه مبالغ فيه، ولكننا نشعر بأنّ هناك فرصة كبيرة متاحة للرئيس عبدالفتاح السيسي لأن يكون مثال الزعيم الرئيس جمال عبدالناصر… لماذا هذا القول؟

بكل بساطة:

لو عدنا الى التاريخ لنتعلم منه بما يكون قاعدة يمكن البناء عليها لنرى المستقبل من خلالها، لاكتشفنا الكثير من العبر والتجارب.

لا شك في أنه لا خلاف عند زعماء العالم على الاعتراف بذكاء وحنكة وقوة المغفور له الرئيس حافظ الأسد… وهنا يحضرني ما حدث معي عندما كنت من ضمن الوفد الرئاسي السوري الى جنيڤ للقاء بين الرئيس حافظ الاسد والرئيس الاميركي بيل كلينتون، (بالمناسبة، قد يكون الرئيس الاسد الرئيس العربي الوحيد الذي لم يذهب الى أميركا بل الى منتصف الطريق بين أميركا وسوريا، فكانت المحطة في جنيڤ). اغتنمت فرصة وجودي في جنيڤ وقمت بزيارة للمرحوم صائب سلام الذي كان يقيم هناك في ذلك الوقت ابتعاداً عن الأوضاع الأمنية في لبنان…

سألني الرئيس سلام رحمات الله عليه: ماذا تفعل هنا؟ فأجبت: إنني في عداد وفد الرئيس حافظ الأسد الذي جاء ليقابل الرئيس الأميركي كلينتون، فقال لي الرئيس سلام: أقول لك يا عوني إني لا أحب الرئيس الاسد لأنه أسقط حكومتي وهو في المقابل لا يحبني… ولكن علينا أن نعترف بأنّ الرئيس حافظ الاسد داهية وكلمة داهية لا يوجد لها رديف في أي لغة في العالم لا في الصيني ولا الهندي ولا اللاتيني ولا الانغلوسكسوني، ولو كان الرئيس حافظ الأسد في مصر لحكم العالم.

ذكرت هذه الحادثة التي تؤكد أنّ الرئيس حافظ الأسد لم يكن رجلاً أو رئيساً عادياً بل كان رئيساً مميزاً وكلنا نذكر أنه عام 1975 في بداية الأحداث الأهلية اللبنانية اضطر الرئيس الاسد لأن يدخل الجيش السوري الى لبنان ضد إرادة الروس والاميركيين لأنه شعر بأنّ الحرب اللبنانية إذا لم يسيطر عليها سوف تمتد الى سوريا.

لذلك نرى أنه إذا كان الرئيس المصري يريد استقراراً أمنياً داخل مصر فالحل الوحيد هو في أن يدخل ليبيا عسكرياً ويفرض الأمن في ليبيا ويشكل حكومة وطنية ويسلّج الجيش الليبي الذي يجب أن تترتب أوضاعه ليبياً.

الرئيس حافظ الأسد صان حكمه 30 عاماً موفراً الاستقرار والأمن في سوريا بسبب وضع يده على لبنان وأصبح العالم كله يأتي الى سوريا لاسترضائها وهكذا سيحصل مع الرئيس السيسي عندما يضع يده على ليبيا ويفرض الاستقرار ويقضي على الفلتان الامني الذي لا يمكن إلاّ أن يمسكه بيد من حديد ويعيد تشكيل الدولة الليبية المستقرة والطبيعية.