حضرة الرئيس نديم عبدالملك المحترم
رئيس هيئة الإشراف على الانتخابات
أود بداية أن أؤكّد على احترامنا وتقديرنا لكم شخصياً ولهيئة الإشراف على الانتخابات مجتمعة باعتبارها، من حيث المبدأ، حالاً مشرقة في تاريخ الانتخابات النيابية اللبنانية، ما يؤكّد على عراقة الديموقراطية في هذا الوطن المميّز.
حضرة الرئيس،
في ضوء ما وَرَدَنا من رسائل من طرفكم نلفت عنايتكم إلى أننا كنّا نأمل أن يكون لعضو هيئتكم زميلنا، ممثل الصحافة، الاستاذ فيليب ابي عقل، دور حامل الميزان، ميزان الجوهرجي، الذي يزين بدقة متناهية المعادلة بين حق الصحافة في الحرية والنشر وحق القانون عليها، ولكن يبدو لنا أنكم لم تكونوا تستمعون إليه.
وعندما تسأل الهيئة الموقرة، أو بعض من أعضائها، عن «حق» (ثمن) الإفتتاحية فإنكم تكونون في موقع مَن يحاكم الصحافة على جرم لم ترتكبه، ونود أن نصارحكم بأننا وقعنا في حال عدم القدرة على الإقتناع بأننا إذا أيّدنا فنحن قد نشرنا إعلاناً، وإذا عارضنا فإننا قد نشرنا إعلاناً أيضاً! ويا ليتها كانت مقابل إعلانات!
وعلى صعيد جريدة «الشرق» تحديداً، فإننا نعلن بالفم المليان، وبملء الثقة، أننا نتحدّى أن يكون أي مرشح للانتخابات قد دفع لنا قرشاً واحداً قبل وخلال وبعد الحملة الانتخابية.
وأمّا المأخذ علينا بأننا كتبنا إفتتاحية تأييد لدولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، فإنّ دولته قد أعلن، مباشرة، ما يعرفه الجميع أن لا مال لديه… فكيف نقبض ممّن لا يملك المال، وبالذات لا يملك المال الانتخابي؟!.
والسؤال الذي يطرح ذاته حضرة الرئيس هو:
ألَيْس لديكم خبير، أو خبراء بعضهم يتحرّى عن الحقيقة والبعض الآخر يسدي إليكم النصح في شأن قد يكون فاتكم الكثير من جوانبه؟
وأمّا على الصعيد العملي فأين الصحافة اللبنانية من هذا التجاذب بين قيامها بالواجب وبين القانون والتمادي في تفسيره؟
ثم ألَيْس من واجبنا، نحن الصحافيين، أن نضوّي على المرشحين فنقدّمهم إلى الناس الذين سيقترعون… فنبيّـن إيجابيات المرشح الإيجابي وسلبيات المرشح السلبي؟ وإلاّ، إذا تمنّعت وسائط الإعلام عن القيام بهذا الواجب فكيف سيتعرّف الناخبون الى المرشحين؟!.
حضرة الرئيس،
نود أن نشير كذلك الى ما يردنا من طرفكم من رسائل غريبة… وأكثر ما فيها من غرابة أنها صادرة عنكم، أنتم المعروفون بالحصافة وشمولية الإطلاع، ومثالية التعامل مع أحكام القانون.
وكنّا نرى أنّ وجود شخصية مثلكم في موقع رئاسة هيئة الإشراف على الانتخابات هو بمثابة الضمانة… ومع أننا لا نزال نرى فيكم تلك الضمانة فإننا نأسف أن تصدر بوجودكم مثل التصرّفات التي أشرنا إليها آنفاً.
وقد لا نطلب كثيراً إذا رغبنا إليكم أن تعيدوا النظر في ما تلقّينا، وتلقّى سوانا من الزملاء أهل الصحافة وسائر وسائط الإعلام، من رسائل نرى أنها تحدّ، عن غير قصدٍ بالتأكيد، من حرية الصحافة ومن دورها في نشر الوقائع والحقائق.
أخيراً، أرجو أن لا تظن الهيئة أن احترامنا وتقديرنا لرئيس هيئة الإشراف على الانتخابات هو تجاوز للقانون وأننا قد قبضنا أموالاً طائلة لنكتب هذه الإفتتاحية…
مع الإحترام
عوني الكعكي