IMLebanon

رسالة إلى غبطة البطريرك

 

غبطة البطريرك، ثمّة مصادفات في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية تتعدّى مفهوم العمل السياسي وحدَثْ الصُدفة، لكن أشدها بلاغة يبقى تلك التي تتجسّد تطابقًا على أرض الواقع حيث الفراغ و»الزنى السياسي» يتزامنان على أيدي من أمسكوا بمفاصل الدولة وأنهكوا قواها دونما تحريك أي ساكن من المجتمعات: اللبنانية – العربية – الدولية لأن لبنان دولة ديمقراطية وعضوًا في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة…

إنني أنطلق دائمًا من بيان أطلق في 30 نسيان 2001، حيث كان الشرارة الأولى لإنطلاقة حركة تصحيحية على مستوى القضية اللبنانية، وإنني ما زلت من المؤمنين بمضمون هذا البيان لا بل أعتبره المدخل السليم لحــل الأزمة اللبنانية بالرغم من العراقيل التي تجتاحه سواء أكانت من الداخل وأنتم أعلم من هو هذا « الداخل « أو من بعض الجهات الإقليمية والدولية. المطلوب اليوم توحيد شرعة النضال الوطني على أهداف وطينة واضحة لا على أهداف شخصية كما تجري العادة مع زعامات إرتهنت عمدًا للخارج وضربتْ بعرض الحائط كل القوانين وتساوم على الحقيقة وتدّعي التقيّة السياسية.

هل يُعقل أن تُدار دولة لبنان الكبير «دولة العام 1920 « بالوكالة تزامنًا مع شغور أكثر من نصف المواقع القيادية فيها، مع موقف لافت ومُستهجن ألا وهــو تعذًّر تعيين أصيل في كل منصب يشغر نتيجة الخلافات السياسية اللاشرعية وفي غالبيتها مصالح شخصية…. لقد خابر مكتبي المركزي في لبنان «مؤسسة الدولية للمعلومات» وحصل على تقرير مفصّل عن حالات الشغور حيث تبيّن لنا كلجنة دراسات أنّ هناك 100 موقع قيادي حاليًا يخضع للشغور من أصل 202، ويضيف التقرير أن موضوع الشغور هو أشبه ب»الحبل على الجُرّار «.

هناك مواقع مهمّة ستشغر وسأكتفي بالإشارة إلى أهمها في هذه المرحلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر قائد وحدة الدرك في قوى الأمن الداخلي إضافة إلى ولاية قائد الجيش وولاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي ومُدّعي عام التمييز القاضي غسان عويدات… إضافة إلى أمـــر في غاية الخطورة ويتّم التكتُّم عنه ويُحاولون في كل زيارة إخفائه علن غبطتكم: مواقع تُشغّل بالوكالة ومواقع شاغرة كليًا دون وجود من يتولاّها بالإنابة… كل ذلك يدعونا للسؤال ما هو المغزى من هذا الفراغ المُنظّم في كل دوائر الدولة ؟ وما الغاية من هذا الشغور المتدحرج في كل إدارات الدولة ؟ وأغتنم الفرصة لأسألكم عبر مقالتي هذه: هل تدراكتكم خطورة هذا الفراغ ؟ وهل أثرتموه مع القادة الذين إعتبرتموهم « أقطاب « ؟ وفي حالة إثارتهم معهم ما كان الجواب وهل أقنعوكم و«ليش بعدك ساكت» ؟

أطلب منك وبصيغة الولد المطيع والحريص على ما تبّقى لنا من حضور مسيحي في دولة نحن أسسناها وكّنا في الماضي روّادها وأصبحنا اليوم للاسف لاجئون في دول العالم نستجدي لقمة العيش وشبابنا يُهاجرون وأطفالنا يُحرمون من نعمة العيش في وطن القدّيسين وكهولنا يموتون لأنهم محرمون من الدواء ومن النظام التقاعدي والمسؤولين في خبر كان… نعم أطلب من غبطتكم إعلان الرفض المطلق لممارسات القادة المسيحيين والموارنة خصوصًا في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا وخصوصًا لجهة التقاتل وتضليل الرأي العام وعليكم يا صاحب الغبطة أن تتذكروا خلافاتهم في الأعوام السابقة والتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه والتي لم يعرف تاريخنا النضالي مثيلاً لها وخصوصًا أنها هذه السياسة تُمارس بحقد و»هبل» لا تبررهما الظروف ولا تسمح بها الأصول المسيحية والقانونية أو الضرورات….

هذه القوى خالفت الأصول السياسية ومبادىء «شرعة العمل السياسي في ضوء تعاليم الكنيسة « وقد خالفت كل الأصول السياسية التي أدرجها الدستور اللبنانية وميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان الراعية للعيش الكريم وخرقت مبادىء الديمقراطية السليمة وهتكتْ بها، إضافة إلى أنها خرقت أحكام الدستور اللبناني بالشراكة مع بعضها البعض… كل هذا على ما أعتقد يكفي لإعلان ثورة في وجه هؤلاء.غبطة البطريرك، إنني أدعوكم بإسم أغلبية اللبنانيين المقيمين والمنتشرين إعلان الرفض القاطع لسياسة هؤلاء القادة الذين ينتهجون سياسة الذل والإستسلام… إنني والشرفاء أنتظر تلبية ندائنا.