IMLebanon

المشرقيّون مُستهدَفون والحلول مستحيلة؟

أما آن لهذا الاضطهاد المزمن لهذه الأقليّات المتجذّرة في أرضها وتراثها وتاريخها أن يتوقّف عند حدود؟

بلى، لقد آن للفاتيكان ومسيحيّي الغرب، على الأقل، أن يأخذوا علماً بمعاناة مسيحيّي المشرق وما يتعرّضون له من فتك وانتقام وتصفيات واقتلاع من الجذور. وآن لهم أن يدركوا أن الغاية من إخلاء المشرق من مسيحيّيه هي القضاء على المسيحيّة والمسيحيّين في الغرب وما إليه.

وهم الآن، في هذه الفوضى الكونيّة، على صوص ونقطة من اكتشاف حقيقة ما تعدّه وتدبّره المنظمات الصهيونيّة المنتشرة في كل الولايات الأميركية، والتي يفوق عددها السبعين منظمة أو طائفة تتستّر بقشرة المسيحيّة لتُفرغ المسيحيّة من كل مضمونها مع جوهر العقيدة والإيمان.

لا يختلف حال مسيحيّي المشرق عن حال الأيتام. فهم متروكون وحدهم في مأساة قلّما شهد التاريخ شبيهاً لها، وتحت رحمة شلل التكفيريّين في مختلف أرجاء المنطقة. يميّزهم عنوان موجع يدعى الأقليّات. والأقليّات لا أب لهم يسأم. ولا شقيق. ولا من يحمل في قلبه غبار رحمة.

إنهم يتساءلون دائماً ما إذا كان ذلك الشرق المسيحي الشاسع الذي تتزعمّه روسيا بوتين قد تنبّه، أو أخذ علماً، أو همس أحدهم في الأذن أن ما يصيب مسيحيّي المشرق قد يتحوّل وباءً فتّاكاً، لا بدّ أن ينتشر في ديار الروسيا العظمى والدول المحيطة بها؟

لا يكفي أن يأخذ مسيحيّو الغرب، ومعهم الفاتيكان، علماً بما يحصل منذ زمن لهؤلاء المسيحيين الذين كانوا منتشرين في العديد من دول المنطقة… وما بقي منهم مَنْ يخبّر إلا في النادر من الأمكنة، وفي هذا اللبنان، حيث أصبحت الأحاديث والحوارات تدور بمعظمها حول جوازات السفر وجهوزيتها للاستعمال عندما تدعو الحاجة، والوجهة الفضلى التي يمكن المهاجرين أو الذين يضطرون إلى الرحيل أن ييمّموا وجوههم شطرها.

لقاء بطاركة الشرق اليوم في بكركي، في حضور موفد البابا إلى لبنان دومينيك مومبرتي، سيطرح المسائل الأساسيّة التي تهمّ مسيحيّي المشرق، وحيث توضع النقاط على الحروف.

لقاء بطريركي آخر سيُعقد الاثنين المقبل في البطريركيّة الارثوذكسيّة في دمشق سمّي منذ الآن “قمة مسيحيّة هي الأولى من نوعها للبحث في أوضاع مسيحيّي المشرق”. وقد وجّهت الدعوة إلى جميع البطاركة من كل الطوائف.

هذه اللقاءات والقمم موضع ترحيب، ومن شأنها إضفاء بعض التفاؤل بالنسبة إلى حجم الاضطراب المسيحي. ولكن، هل في إمكانها إيجاد الحماية والحلول والطمأنينة للمسيحيين؟

المطلوب لقاء دولي عربي يضم أميركا وروسيا وعلى مستوى الرؤساء، يتخذ قرارات حاسمة تضع حداً لهذه الفوضى المريعة.