IMLebanon

“القوّات” وفكّ الطوق…”أحلام المستأثرين لن تقوى على عزلنا”

 

يقف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع هذه السنة في ذكرى شهداء “المقاومة اللبنانيّة” والأخطار تهدّد الوطن الذي من أجله سقط الشهداء.

 

إستكملت معراب التحضيرات لإحياء قدّاس الشهداء بعد غدٍ الأحد تحت شعار “ما راحو”، هذه المناسبة التي تُعتبر مفصليّة وأساسية في روزنامة “الحزب” السنويّة، خصوصاً أن “الحزب” قد دفع فاتورة كبيرة من خيرة شبابه ومناضليه أيام الحرب وحتّى أيام السلم.

 

وإذا كان قدّاس العام الماضي قد أُقيم في أجواء طبيعيّة ماطرة، فإن قدّاس هذا العام يُقام في أجواء سياسيّة ضبابيّة، إن كان بالنسبة إلى وضع “القوات” الداخلي، أو بالنسبة إلى أجواء البلد بعد الإعتداءات الإسرائيليّة الأخيرة.

 

في أيلول العام 2016، وقف جعجع أمام الجميع في القدّاس، واعتبر أنّ خشبة الخلاص للوضع العام وإنهاء الفراغ الرئاسي هما بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة، متمنياً على الحلفاء وعلى رأسهم تيار “المستقبل” القيام بهذه الخطوة الجريئة.

 

اليوم وبعد 3 سنوات، تغيّر الوضع، فـ”إتفاق معراب” قد سقط نهائياً إلى غير رجعة، وبات “التيار الوطني الحرّ” يُحكم الطوق على “القوات” بالتعاون مع الخصوم، ومع الحلفاء المفترضين وعلى رأسهم تيار “المستقبل”، حتى أصبحت العلاقة بين التيارَين “البرتقالي” و”الأزرق” أصلب بكثير من العلاقة بين مكونات “14 آذار” السابقة، وقد أتت التعيينات الأخيرة في مجلس الوزراء والتي شملت أعضاء في المجلس الدستوري أكبر دليل على عزل “القوات” وبقائها وحيدةً في الساحة، باستثناء الحزب “التقدّمي الإشتراكي” الذي وقف معها.

 

قال جعجع في قدّاس العام الماضي إن الإنتخابات أثبتت أن “القوّات” لوحدها ثلث المجتمع المسيحي. وفي تلك الفترة من العام الماضي كانت تخوض معركة تمثيلها في الحكومة بحيث شكّلت هذه المسألة النقطة الأخيرة في سقوط “إتفاق معراب” بعد فضح “القوات” لبنوده، لكن جعجع أكّد حينها أن الشهداء سقطوا من أجل الدولة وليس من أجل المناصب.

 

لا شكّ أن جمهور “القوات” يعاني إحباطاً خصوصاً مع تكاثر مؤشرات العزل، وهذا الجمهور عانى من الإضطهاد طوال الفترات السابقة، لكن جعجع يحرص على تطمينه، وكأنه يقرأ المستقبل. ففي قدّاس العام الماضي قال: “نحن إذا انطلقنا من تحت الأرض وتمكنّا من أن نصل لنكون مفخرة الوزارات التي استلمناها، فكيف بالحري اليوم بعد أن أصبحنا فوق الأرض وفي وزارات أكبر وعددها أكثر؟”.

 

في العام الماضي وقف جعجع واثقاً أيضاً وذكّر بأنه بعد أن أمعنوا تهميشاً وتعتيماً وإلغاءً، وبعد أن استبعدوا “القوّات” عن السلطة السياسيّة لمدّة 15 سنة، عادت “القوّات” بـ 15 نائباً في يوم واحد وانكسر الحصار وتحرّر الحلم.

 

كل هذه التطمينات التي أعطاها جعجع لجمهوره العام الماضي يبدو أنه سيكرّرها هذه السنة، مع ارتفاع مؤشرات عزل “القوات”، وستدخل هذه النقطة في صلب خطابه من بوابة انتقاد الممارسات التي تحصل، وعدم إدارة الدولة بالشكل المناسب والدعوة إلى إجراء عمليّة إنقاذيّة جديّة لا الإكتفاء بالخطوات العاديّة.

 

ويأتي الموضوع الإقتصادي في صلب أولويات “القوات”، إذ إنّ جعجع يقوم ومنذ أشهر بالتحذير من خطورة الوضع، ويدعو إلى القيام بخطوات واضحة المعالم لكي لا يسقط الهيكل على رؤوس الجميع.

 

ومن جهة ثانية، شكّلت التطورات الأخيرة التي حصلت في الضاحية وقوسايا والعديسة عنصراً جديداً سيتطرّق إليه جعجع في خطابه، خصوصاً أن التأكيد سيكون على مرجعيّة الدولة وضرورة حصر السلاح في يدها وتسليم كل السلاح غير الشرعي، كذلك ضرورة إقرار إستراتيجية دفاعيّة تحمي لبنان من الأخطار المُحدقة به.

 

إذاً، كل هذه المواضيع، بالإضافة إلى التذكير بقيمة الشهادة، ستحضر في قدّاس معراب، علماً أن خطاب العام الماضي، في ما خصّ العزل والتهميش والإلغاء، يصلح لهذه السنة باعتبار التاريخ يُعيد نفسه، في حين أن جمهور “القوات” يردّد دائماً أنه “منذ وجودنا ونحن نواجه هذه الحرب الضروس ومحاولات العزل، لذلك لن يتغيّر شيء في مسيرتنا، وخصومنا سيبقون يقومون بمحاولاتهم”، في وقت تؤكّد قيادة “القوات” أنّ كل محاولات العزل والاستئثار لن تنجح مع من قاوم السجن والإضطهاد وانتصر، لأنّ “أبواب الجحيم لن تقوى أبداً على حزب مناضل”.