القوات والكتائب يحتاجان لبعضهما انتخابياً لكسر احتكار الوطني الحر للساحة المسيحية
ابتسام شديد
حتى الساعة لا احد يملك الشيفرة لفك طلاسم التحالفات الانتخابية ومن سيتحالف مع من، هل سيقترب المستقبل من القوات في الانتخابات مجدداً؟ وماذا لو حصل تموضع القوات والتيار الوطني الحر لتحقيق المفاجأة الانتخابية التي حكي عنها عندما وقع تفاهم معراب وجرفتها سيول الخلافات؟ وهل يؤدي عدم تحالف التيار والقوات الى تقريب المسافة بين الصيفي ومعراب؟ التساؤلات ليست جديدة عمرها من عمر الازمة الممتدة منذ انطلاق العملية الانتخابية ولكن لم يتم تحديد ما سيمكن ان تتوصل اليه. فالتقارب الانتخابي بين المستقبل والقوات واقف عند مفترق المصالحة السياسية الحقيقية وعفا الله عما مضى بين القوات والمستقبل بالفعل وليس بالقول، وتحالف التيار الوطني الحر والقوات قائم بانتظار ما سيقرره سعد الحريري من خطوات في السياسة والانتخابات.
تتحدث اوساط نيابية في التيار الوطني الحر عن رسائل قواتية وصلت الى قيادة التيار مؤخرا بقنوات سرية عن رغبة بالدخول في النقاش الجدي في موضوع التحالف الانتخابي لكن هذه الرسائل لم يتم بتها بعد، وفي نفس الوقت يتحدث عارفون في موضوع الاتصالات التي قامت قبل فترة بين الكتائب والقوات عن ايجابية في البحث الانتخابي بدون التوصل الى حسم انتخابي نهائي بعد، فالواضح ان القوات ترغب بالتحالف المسيحي مع احد الفريقين الذي يشكل لها جسر العبورالآمن الى تأمين الحاصل الانتخابي الذي تحتاجه القوات في بعض المناطق والتوجه الافضل في حال تم تعقيد المشهد مع المستقبل للتحالف بين الكتائب والقوات اولاً بسسب تداخل القواعد المشتركة بين الطرفين وبحيث يسعهما تقسيم المقاعد الانتخابية ، وعملياً يمكن القول ان تحالفهما وفق تقديرات الخبراء الانتخابيين من شأنه ترييح معركتهما فيمكن تبادل المقاعد على شكل مساعدة نائب الكتائب في البترون والنائب نديم الجميل القريب من معراب ايضاً في الاشرفية وربما مرشح الكتائب في دائرة كسروان مقابل دعم الكتائب لمرشح القوات الوزير بيار بو عاصي في بعبدا وتقاسم المقاعد في الشوف للقوات (النائب جورج عدوان) وفي عاليه (النائب فادي الهبر) للكتائب وخوض معركة مشتركة في زحلة بمرشحين في زحلة هما النائب ايلي ماروني ومرشح القوات ميشال فتوش، وهذ السيناريو الذي يتم التداول به في اوساط كتائبيين وقواتيين يحظى وفق ما تقول اوساط برضى وحماسة من نواب الفريقين اذ من شأنه ترييح معارك النواب فادي الهبرفي عاليه وايلي ماروني في زحلة.
وبحسب اوساط مسيحية فان المصلحة المشتركة للكتائب والقوات اليوم تكمن في التلاقي في الانتخابات لا سيما في حال تحالف التيارالوطني الحر مع المستقبل، وعملياً، فان تقاطع الاهداف قد تزيل الحواجز بين القوات والكتائب رغم كل التباعد والخلافات بينهما ضمن مبدأ الغاية في هذه الحالة تبرر الوسيلة، وعلى ما يبدو فان الموانع بدأت بالسقوط، فالنائب سامي الجميل لطالما فاتح سائليه سابقاً في مسألة التحالف الانتخابي مع القوات بجواب حازم بابعاد الكأس المرة عنه،بما يعني انه لم يكن يقبل في الماضي بمجرد الكلام في الموضوع، الا ان اللقاءات التي تضاعفت وتيرتها مؤخراً وتردد النائب فادي كرم الى الصيفي يؤشر لحدث انتخابي محتمل بينهما.
في خضم المعمعة العونية والقواتية في الفترة الاخيرة وعلى ضوء اهتزاز تفاهم معراب وتباين المستقبل والقوات حصل وفق ما بات واضحاً عملية «تسلل» من الكتائب الى القوات وبالعكس ايضاً من خلال شخصيات كتائبية وقواتية تولت ادراة ملف التفاوض والبحث في الشروط والمصلحة الانتخابية، الاتصالات قطعت اشواطاً متقدمة وصلت الى مرحلة تبادل المرشحين في حال الخيار الانتخابي معاً وبسحب مرشحين واستبدالهم بآخرين حسب طبيعة المناطق بين القوات والكتائب ضمان شروط ان لا يشكل احد الطرفين ممراً يعبر اليه الفريق الآخراو يتم استغلال احدهما لانتصار الآخر، وعندما يتم التوافق على هذه الشروط يصبح الحديث في تقسيم الدوائر والتعاون الانتخابي بينهما مطروحاً، بحيث تحصل التنازلات في الدوائر ويتم احتساب اي مرشح كتائبي ينسحب للمرشح القواتي والعكس صحيح ايضاً في الدوائر المسيحية المشتركة والحساسة خصوصاً في زحلة وفي جزين ودائرة الشمال الاولى والمتنين الشمالي والجنوبي حيث تتداخل القواعد الكتائبية والقواتية مع بعضها
وما يمكن ان يسهل الاتفاق الكتائبي والقواتي اذا سلك طريقه للتنفيذ هو شعور الطرفين بضراوة المعركة بقانونها الانتخابي المعقد، وحاجتهما المشتركة لكسر احتكار التيار العوني للساحة المسيحية، حيث ينسحب الاتقاق السياسي بين المستقبل والتيار العوني على الاتفاق الانتخابي في كل المناطق كما بات واضحا. فالكتائب على ما يبدو مؤخراً لم تعد بعيدة عن القوات في الهم الانتخابي ،وعليه يتحدث مطلعون عن اشارات ايجابية صدرت عن بعض المجالس الكتائبية لاعادة وصل ما انقطع بين القيادتين الكتائبية والقواتية وتصحيح ما افسده الدهر في العلاقة القواتية والكتائبية وحيث يدور نقاش في الكواليس الكتائبية والقواتية لتحين فرصة عدم التحالف بعد بين القوات والتيار بعد لتحقيق التحالف بين الصيفي ومعراب، واصحاب هذا التوجه هم النواب الذين يبدو وضعهم الانتخابي على المحك في الدوائر المسيحية الساخنة
الخلافات بين قيادتي الكتائب والقوات كما يقول مسؤول حزبي عميقة ولها امتداداتها التاريخية، التباعدالاخير بين الصيفي وبكفيا عمره من عمر التسوية السياسية الاولى وقبلها عندما افترق الحليفان في 14 آذار بعد التسوية التي غيرت كثيراً في معالم العلاقة المضبوطة بينهما، فيومها خرجت الكتائب من السلطة خالية الوفاض ليدخلها سمير جعجع من باب تفاهم معراب والعلاقة «الاكسترا» بين سمير جعجع وميشال عون والتي جعلت رئيس القوات يسحب ترشيحه من اجل عون ، ويومها بقيت الكتائب خارج تلك التفاهمات لتخرج بعدها من حكومة سعد الحريري .وبعدها كبر الخلاف وتعمق بعد مصالحة معراب التي اعتبرت استهدافاً واستبعاداً لحزب الله «والوطن والعائلة»، فيومها انجزت الرابية ومعراب التفاهم المسيحي الذي استثنى الصيفي وجعلها خارج دائرة الحسابات المسيحية ، وحينها يقول كتائبيون» تمادى القواتيون في تصديق الحالة العونية التي تريدهم شريكاً قبل ان يكتشفوا انهم خارج دائرة القرار وان العونيين يقررون عنهم في كل الملفات فوقع الصدام ،فيما سارت الكتائب في قطار المعارضة ليتضح فيما بعد ان الكتائب قررت معارضة القوات اللبنانية بدل ان تواجه السلطة السياسية وهنا وقع الاشكال وجاري اليوم التصويب في المسألة وترتيب الوضع مع القوات.
وفي حين ان القوات اقفلت تقريباً الباب على مرشحيها فان الكتائب تدرك ان معركتها صعبة الى حد ما وعليه فان الكتائب باتت ترى اليوم مصلحة في ترتيب تحالفات معينة لتخرج من مأزق الانتخابات وتحافظ على الحد الادنى من نوابها.