نرى تمرّداً على قرارها في الشارع … وأهالي دير الاحمر لم يجدوا سوى بعلبك لمساعدتهم
«لم نعد قادرين على الصمت، لم نعد نرغب في خوض سباقات الأحزاب المسيحية، بل ما علينا القيام به تحقيق العدالة الإجتماعية وبات لزاما علينا أن نرفع الصوت قبل فوات الأوان».
عباراتٌ وُلدت من رحم المعاناة رددها قواتيون بقاعيون علّها تصل إلى مسامع قيادتهم التي أهملتهم وتركتهم يواجهون مصيرهم في ظل أكبر أزمة اقتصادية، صحية، واجتماعية دون أدنى مؤازرة في الوقت الذي لم تعد تتسع خزائنها للأموال القادمة من الصحراء.
فمنطقة دير الأحمر تعتبر الخزان البشري للقوات وما أعطته لها لم تعطهِ منطقة بشري حيث التركيز والإهتمام لرئيس حزب القوات وزوجته، هذه المنطقة وبحسب القواتيين البقاعيين، تُركت تواجه أزماتها خصوصا عدم فتك بأبنائها وباء كورونا فلم تجد هذه المنطقة معينا لها سوى مدينة بعلبك والجمعية التي أسسها أبناؤها حديثا وشخصيات لبنانية في طليعتهم السيدة داليا ابنة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي.
ويتابع القواتيون منهم مسؤول سابق في منطقة البقاع الأوسط أن بيئة القوات في منطقة زحلة غالبيتها من العائلات الفقيرة، وبالرغم من ذلك لم يشفع لها فقرها لدى قيادة القوات وحالها ليست بأفضل من حال عائلات دير الأحمر التي تسعى إلى قوتها اليومي بجهدٍ مضاعف. ويضيف المسؤول السابق أن المسيحيين والمسلمين في البقاع لا سيما في بعلبك – الهرمل يتساوون بالإهمال والحرمان منذ عشرات السنين و لم تسعَ بعض قواهم السياسية لرفع الحرمان عنهم بل نراها تمعن في ذلك.
ودعا هذا المسؤول قيادة القوات اللبنانية إلى دراسة المشهد الأخير من قطع الطرقات والحضور الهزيل لعناصر القوات لا سيما في مناطق نفوذها بالرغم من القرار الرسمي الذي اتخذته قيادة القوات بالنزول إلى الشارع، حيث كشف هذا المشهد تمردا لافتا على قرارها خصوصا من الذين يسيطرون على العديد من المفاصل داخل هذا التنظيم. وقد تسبب قرار النزول إلى الشارع باستياء كبير لدى الرأي العام اللبناني نتيجة التجاوزات الفاضحة التي ارتكبها ممن قطعوا الطرقات حيث وثقتها من مقاطع «الفيديو» التي صورتها كاميرات بعض المحطات الصديقة للقوات وكاميرات الأجهزة الخليوية.
هذه التجاوزات، يضيف المسؤول القواتي السابق، تسببت بوفاة عدد من المواطنين ومنع وصول السيارات المحمّلة بالأوكسيجين للمستشفيات وإعاقة وصول الحالات المرضية الطارئة إلى المستشفيات أيضا. أمام هذه النتائج السلبية التي خلّفتها عملية قطع الطرقات توجب على قيادة القوات أن تجري تقييما عاما بين مشاركتها في حراك 17 تشرين وبين ما قامت به في الأيام الأخيرة.
ودعا القواتيون البقاعيون قيادة القوات اللبنانية إلى تصحيح خطابها السياسي الذي تنتهجه منذ مدة حيث بات شغلها الشاغل إسقاط الرئيس عون في الشارع وهذا أمرٌ ترفضه بكركي رفضا قاطعا لما له من آثارٍ سلبية في مقام رئاسة الجمهورية أيا يكن من يشغل هذا المنصب لأن في ذلك استهتاراً بكرامة الطائفة المارونية، ودعا هؤلاء أيضا لإيلاء القضايا الحياتية والإستشفائية الإهتمام اللازم والتدخل السريع والمعالجة الفورية لحاجـات مئات آلاف العائلات التي باتت تصنّف الأكثر فقرا خصوصا في منطقة زحلة، دير الأحـمر، وجـميع الأطـراف.