حساسية زائدة من الحليف السابق… «المستقبل» يتهمه بالتحريض ضدّ الحريري
انفجرت غضبا «تويتريا» وحرب مواقف لم تكن بالحسبان بين «تيار المستقبل» وحزب «القوات»، فالحزبان المفترض ان يكونا في شهر أيار على اللوائح الانتخابية نفسها مع الحزب التقدمي الاشتراكي في مواجهة لوائح ٨ آذار افترقا قبل ان تنطلق المعركة الإنتخابية ويتم تزييت الماكينات، وعوض ان يهاجم «المستقبل» «التيار الوطني الحر» ركز هجومه على معراب، فاتهم أمينه العام السيد أحمد الحريري حزب «القوات» بشق الصفوف بين الأكثرية السنية وقيادتها.
من حيث لم تدر «القوات» تعرضت لأعنف هجوم يحصل منذ فترة بعد تهدئة طويلة أوحت ان الأمور بين بيت الوسط ومعراب سوف تصطلح قبل الإنتخابات بوقت قصير، إلا ان كلام رئيس «القوات» سمير جعجع بأن له حلفاء لدى الأكثرية السنية على المستوى الشعبي وليس على المستوى القيادي، قلب الوضع رأسا على عقب، لأنه سبّب حساسية زائدة لدى «المستقبل» ووضعته القيادة في اطار التحريض ضد الحريري.
بغض النظر عن تبرير «القوات» ومحاولة تفسير مضمون الكلام وأخذه في اتجاهات معينة لترميم العلاقة، فان الواضح ان الأمور تدهورت الى حد كبير ولن تعود صالحة، ووفق المعلومات فان الحلف الانتخابي بين «الاشتراكي» و «القوات» و «المستقبل» صار في خطر، ومن الصعب ان يتم احياؤه من جديد، اذ تؤكد المعلومات ان «المستقبل» أبلغ «الإشتراكي» انه لا يرغب بالتواجد مع «القوات» على لوائح مشتركة.
في الساعات الماضية تولت جوقة «المستقبل» من نواب ومسؤولين إكمال مهمة التصعيد وقطع شرايين الحياة في علاقة «المستقبل» مع معراب، مما يؤكد ان القرار متخذ بعدم التفاهم، وان سعد الحريري ان قرر الترشح او خاض الإنتخابات ضمن استراتيجية معينة، فلن يكون حليفا لـ «القوات»، فالحريري مصمم على الذهاب الى الانتخابات النيابية من بوابة المعارضة القاسية، وربما من دون مساندة أحد برفع شعارات استهداف الحالة السنيّة.
بخلاف ما يشاع ان الحريري سيعتكف عن الانتخابات، تؤكد مصادر سياسية انه أنهى كل الترتيبات للعودة بخطاب تجييش ولمّ الشارع ومحاكاة هواجس الجمهور ومناصريه، وسوف يعلن استمرار الخصام مع الرئاسة الأولى، وعلى الأرجح سيعلن الانفصال عن «القوات».
لا يبدو الحريري الخارج من أزمات كبرى حريصا على أحد من حلفائه السابقين، باستثناء علاقته المميزة بالرئيس نبيه بري التي لا تتأثر بالأحداث، حيث ان بري هو الحليف الاستثنائي والوحيد اليوم على الرغم من الأجواء السياسية، وعلى الرغم من ان بري في المعسكر المقابل.
وتعتبر مصادر «المستقبل» ان «القوات» تتعامل معه على قاعدة «ضربني وبكى سبقني واشتكى، علما ان «القوات» أخطأت كثيرا بحق رئيس «تيار المستقبل» في أزمة السعودية، كما لم تسمّه في الاستشارات النيابية لثلاث مرات متتالية، وحاول جعجع عقد اتفاق مع رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، وعندما فشل الاتفاق سار بخيار ميشال عون لرئاسة الجمهورية بهدف تقاسم النفوذ والمواقع في الدولة.
المتابعون لعلاقة معراب وبيت الوسط يتحدثون عن مسار سيىء يتحكم بالعلاقة، فالجرة انكسرت بينهما في أكثر من مناسبة، ولدى «القوات» ملاحظات كثيرة حول أخطاء الحليف السابق في بيت الوسط في زمن التسوية الرئاسية بين «الحريرية السياسية» والعونيين وما كان يحصل من صفقات سياسية على حساب «القوات».
لم يعد هناك شك ان لا الإنتخابات ولا غيرها ستعيد وصل ما انقطع بين جعجع والحريري، فالعلاقة لن تستقيم بعد المتغيرات السياسية، فسمير جعجع اليوم تحوّل الى رجل السعودية الأول في لبنان، فيما سعد الحريري متردد في خياراته بين العودة وخوض الإنتخابات او الأكتفاء بادارة المعركة عن بُعد.