Site icon IMLebanon

المسيحيّون الأحرار يصرخون: لستم زعماءنا

للحظة ارتفعت معنويات المسيحيين وشعروا بانهم باتوا صناع القرار مجددا في لبنان وبأنهم يأخذون مواقف تستطيع تغيير مسار الامور أي بمعنى آخر للحظة شعر المسيحييون بان وجودهم له قيمة في الدولة اللبنانية وان توحدهم اعطاهم استقلالية فلم يعودوا معتمدين على حلفائهم من الطوائف الاخرى….لكن هذه اللحظة تبخرت واصطدمت بالواقع المخزي والقرار الانهزامي الذي اتخذه العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع.

هكذا انتقلنا من الشعور بالامل باتحاد المسيحيين وبالتشبث بمطالبهم واعتبارها حقوقا وليست شروطا الى شعور بالاحباط وباليأس مجددا الا ان المسؤولية لا تقع عليهما بل علينا لاننا للحظة نسينا تاريخهما الممتلئ بالهزائم و»بالمرجلات «التي لا جدوى منها وبقرارتهما الخاطئة التي اوصلت المسيحيين الى ما هم عليه.

لم يعد يستطيع العماد ميشال عون القول بانه الممثل الاقوى للمسيحيين وهو الرئيس الذي يجب ان ينتخب للجمهورية على اساس انه رئيس قوي لان قبوله بالتسوية او بالاحرى بالمسرحية التي حصلت البارحة اظهرت عون انه مثل باقي الزعماء يتلقى كلمة السر ويضحي بمطالبه عندما تقول القوى الخارجية «اجتمعوا».

والامر نفسه ينطبق على الدكتور سمير جعجع الذي اطاحنا بانه المسؤول الوحيد الذي يحافظ على حقوق المسيحيين فكم من مرة تكلم باسم الكنيسة المسيحية وكم من مرة وضع الصليب وتكلم بانه الصوت الواحد الاوحد لمسيحيي لبنان غير انه سرعان ما بدّل موقفه ما ان جاءت كلمة السر التي تقضي بان ينزل نواب القوات اللبنانية الى الجلسة التشريعية. اذا الدكتور سمير جعجع لا يختلف عن الزعماء الذين كان ينتقدهم بانهم ساوموا على حقوق المسيحيين وكيف لنا ان نعتبره افضل من غيره وهو كان الزعيم المسيحي الاول الذي قبل باتفاق الطائف الذي سلب صلاحيات رئيس الجمهورية؟.

لقد بات جليا ان الزعيمين عون وجعجع لا يتمتعان ببعد نظر ولا يمتلكان استراتيجية بعيدة المدى ولا يتلقفان مؤشرات السياسة الدولية ومتغيراتها فاستمرا يعتمدان سياسة الهروب الى الامام والمزايدة والوعيد والتهديد بان التصعيد حتمي اذا لم يدرج قانون الانتخاب على جدول الجلسة التشريعية الشهيرة التي دعا اليه الرئيس نبيه بري الى ان اصطدما بالحائط ونزلا الى الجسلة مكسورين. فهل ما زلتم تتساءلون لماذا يشعر المسيحي بالاحباط؟ ولماذا يناور الشريك السني والشيعي ويضرب بعرض الحائط معظم مطالب المسيحيين؟

اما السؤال الذي نريد ان نطرحه هل سيعيد انصار عون وجعجع النظر بزعمائهما وبما فعلاه في اخر جلسة تشريعية ؟ اظن ان انصارهما سيجدون فتوى او عذرا او كذبة يصدقونها لتبرير ما قام به الزعيمان …طبعا لان في لبنان لا يوجد زعماء بل انصاف آلهة.