Site icon IMLebanon

ليت ربّ العالمين يحرّر لبنان مِنْ…؟؟؟

 

 

يحتفل اللبنانيون اليوم بعيد التحرير، وهو يوم مجيد في تاريخ لبنان. إذ استطاع المقاومون اللبنانيون أن يجبروا العدو الاسرائيلي الذي دخل الى لبنان واحتل أوّل عاصمة عربية هي بيروت عام 1982 بحجة القضاء على المقاومة الفلسطينية، أجبروه على الانسحاب يجرجر أذيال الخيبة… وللتاريخ بقيَت بيروت محاصرة 100 يوم، وكانت تُقصف من الدبابات الاسرائيلية في بعبدا، ومن البوارج الحربية من البحر، ومن الطائرات الاسرائيلية التي كنت تلقي بحممها وصواريخها ليلاً ونهاراً، وفي إحدى الإحصاءات تبيّـن أنّ مجموع القنابل التي سقطت على العاصمة بيروت كان أكثر من القنابل التي سقطت على برلين في الحرب العالمية الثانية.

 

طبعاً لم يَدُمْ احتلال بيروت أكثر من ثلاثة أيام ارتكبت خلالها مجزرة صبرا وشاتيلا، التي ذهب ضحيتها حوالى 800 من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في أبشع مجزرة في التاريخ… وأبطال هذه المجزرة معروفون والحساب عند ربّ العالمين.

 

لم تستطع القوات الاسرائيلية البقاء في بيروت أكثر من 3 أيام كما ذكرنا، إذْ قام شاب اسمه خالد علوان «بسحب» مسدسه وقتل ثلاثة ضباط وسط النهار في شارع الحمراء في مقهى «الويمبي».. وهكذا انسحبت إسرائيل من بيروت، تبع ذلك انسحابات من الجبل: من عاليه وبحمدون وصوفر والباروك ونبع الصفا مخلفين المشاكل بين «القوات اللبنانية» وبين أهل الجبل، ما تسبّب بحرب الجبل. فإسرائيل «أهدت» اللبنانيين الاقتتال الداخلي، وهذا ليس غريباً عنها. وتوالت الانسحابات حتى تاريخ 2000/5/25.

 

وكما هي عادة إسرائيل خرجت وتركت «مسمار جحا» الذي هو تلال كفرشوبا ومزارع شبعا… وتركت لبنان ليحصل على كتاب من سوريا تعترف فيه أنّ هذه الأراضي ليست لها، وبين السندان الاسرائيلي ومطرقة سوريا بقي الانسحاب ناقصاً.

 

أكتفي بهذه المعلومات لأقول إننا منذ ذلك التاريخ: أي منذ إحدى وعشرين سنة نعيش فرحة الإنتصار على إسرائيل وبين إبقاء السلاح خارج إمرة الدولة ووجود دولتين في بلد واحد، إذ لا يمكن أن تستقيم الأمور عندما تكون المسؤولية موزّعة بين طرفين. إذ يبقى السؤال: القرار لـمَن؟ ومَن هو الحاكم الفعلي؟

 

الأسوأ من هذا وذاك هو أنّ إدارة البلد، أصبحت في خبر كان. إذ لا تتألف حكومة إلاّ بعد سنة ولا يُنْتَخب رئيس إلاّ بعد مرور أكثر من سنة… وفي المرة الثانية سنتان ونصف السنة من الفراغ… والمصيبة الأكبر أنه لا يأتي الى السلطة وللأسف إلاّ من هو ليس مؤهّلاً للحكم، أو الذين يطلبون السلطة ولا يهمهم كيف تُدار البلاد وما هو النجاح وكيف الوصول اليه.

 

بقي أن نقول: إنّ لبنان عنده مورد طبيعي رباني، ألا وهو الطقس المعتدل والجميل والصيف المعتدل والشتاء والثلج المعتدل، إذ خلال ساعة واحدة تستطيع أن تنتقل من البحر الى الجبل في وقت قصير وهذا نادر عالمياً… وكانت السياحة تشكّل 60 أو 70% من مدخول الدولة، فكيف يمكن أن نتوجّه الى شعار «الموت لآل سعود» ونكون ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج، لا بل إنّ المؤامرة التي اكتشفت في الكويت وهي عبارة عن بذلات الجيش الكويتي تحضيراً لانقلاب مُعَدّ.

 

من ناحية أخرى، قضينا على السياحة التي هي المورد الحقيقي والطبيعي لكل لبناني، فجاء الى الحكم من ليس لهم علاقة إلاّ بتدمير البلد وتاريخه عامي 88 و89، ويكفي شعار حرب الإلغاء والتحرير وتكسير رأس حافظ الأسد، ثم أن يكون تابعاً لبشار الأسد، ورفض كل الحلول لإنقاذ لبنان وأهمها مؤتمر «سيدر» الذي عرض على لبنان منحه 12 مليار دولار كدعم مشاريع إستثمارية للإنقاذ، وبعد مرور ثلاث سنوات لا يزال مؤتمر «سيدر»ينتظر الإصلاحات في السياسة… فإنّ 40 دولة صديقة ومؤسّسة نقدية تريد أن تساعد لبنان ولكن السلطة الحاكمة لا تريد مساعدة نفسها…