في عيد التحرير والمقاومة أقيم احتفالان احدهما في بنت جبيل أقامته حركة «أمل» وتمثل فيه الرئيس نبيه بري والرئيس تمام سلام بالنائب ايوب حميّد.
الكلام الذي قيل في هذه المناسبة العظيمة ركز على التحرير والوحدة الوطنية التي كان الإمام موسى الصدر يتنقل بين الكنائس والجوامع في الجنوب وسائر أنحاء لبنان وفي العالم من أجل الوحدة الوطنية.
وأقام «حزب الله» احتفاله في المناسبة ذاتها في النبطية وتميّز بالتحريض والكلام شديد اللهجة والإصرار على تدخل قواته في سوريا وفي اليمن…
ولفتني طويلاً موضوع التعبئة… عبر الإعلام الذي ينتمي الى «حزب الله»، وحاول نصرالله أن يميّز بين الدعوة الى التعبئة والحاجة الى هذه التعبئة، مستدركاً أنّه ليس في حاجة الى التعبئة لأنّ الحزب جاهز دائماً… وهذا التخبّط في الكلام كان نافراً بوضوح أمس، فهل تنبّه سماحة السيّد الى ذلك، أو أنّ سبب هذا التخبّط هو «داعش»…
وقال السيّد إنّ أوّل من سيكون ضحايا «داعش» هم قيادة ووزراء ونواب «تيار المستقبل»، فلنفرض جدلاً أنّه على حق… ولكن ألَيْست محاربة هذا الخطر تكون بالوحدة الوطنية وتمتين أواصرها؟ أو أنّ ذلك يكون باغتيال رفيق الحريري، أو بتوجيه التهديد الى أحمد الحريري وأشرف ريفي؟!.
ألا يجد سماحته ضرورة في أن يطرح على ذاته هذا السؤال؟!
ثم ما هي علاقة السيّد بسوريا؟! ومن أوكل إليه هذه المهمة؟
وهل هناك من يتحمّل مسؤولية هذه الدماء اللبنانية الكثيرة التي تُراق بسبب هذا الإنخراط في الأزمة السورية، ناهيك بقتل الشعب السوري من دون أي مسوّغ؟
واستطراداً وارتباطاً بالأزمة السورية حول جرود عرسال وقول السيّد بحتمية معركته، نقول له سائلين:
مَن أعطاك تكليف حماية الحدود اللبنانية – السورية؟
ونود أن نقول لسماحته: إنّ المقاومة حيث الاحتلال… وقبل الاحتلال الاسرائيلي لم تكن المقاومة موجودة… وما يجري في سوريا ما علاقتك أنت فيه؟
وبأي منطق؟
أنت لم تتورّط فقط في سوريا على الحدود اللبنانية – السورية… بل أنت متورّط أيضاً في العراق وفي البحرين وفي اليمن وفي مصر وفي بلغاريا، وفي المكسيك الخ…….
وبعد 5 سنوات من كلامك عن النظام وثباته وقوته… أين أصبح هذا النظام وأين الانتصار الذي تتحدّث عنه؟
هل الانتصار بتدمير سوريا وقتل أهلها وتهجير نصفهم؟
هل الانتصار يا سماحة السيّد بتدمير الجوامع والكنائس؟
أم بالـ 300 ألف قتيل؟
أم بالـ 500 ألف معوّق؟
أم… بالإندحار من موقع الى موقع الى موقع حتى بات النظام محصوراً في رقعة محدودة من سوريا.
وبدلاً من تحريض الدولة والجيش على القتال، كان الأجدى بالسيّد أن يقول نحن ندعم الجيش في ما يقرره في هذا الشأن…
لو قال سماحته مثل هذا الكلام أما كان لبنان كله وقف وراءه؟
هل انّ صاحب قضية مثل قضية المقاومة، وهي العمل المقدّس، التي حرّرت لبنان في ذلك العمل البطولي النادر… هل أنّ هذا القائد يسمح لنفسه أن يتلقى الأوامر من إيران؟
وما هو دوره وعلاقته في ما يجري في سوريا؟ وتكراراً من أعطاه وكالة أو تفويضاً للقيام بهذا الدور؟
ويهمنا أن نقول للسيّد حسن إنّ الذي خلق «داعش» هي إيران أولاً وأميركا ثانياً ونوري المالكي ثالثاً وبشار الأسد رابعاً.