Site icon IMLebanon

ماذا تريد حماس: هل تريد إمارة إسلامية أم تحرير فلسطين…؟

 

 

في مقال للأستاذ حلمي النمنم المعنون (غير نظامية) المنشور في جريدة «المصري اليوم»، يلقي الكاتب الضوء على تطوّر السياسة الإيرانية منذ عام 1979 حتى اليوم، مركّزا على مشروع تصدير الثورة الذي أطلقه النظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

… لقد كانت إيران بما قامت به تنفذ مشروعها لتصدير الثورة ليشمل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن… والخليج عموما.

 

هذا المشروع الذي بدأ يجد صداه في لبنان، فتأسس حزب الله عام 1982 ومن ثم نسجت إيران علاقات وطيدة مع مختلف حركات الإسلام السياسي وصولا الى ما نعيشه اليوم حيث توسّع النفوذ الإيراني ليرسم صورة جديدة لكيفية رؤية إيران لعلاقاتها مع جيرانها العرب. وفي اعتقادنا ان الاطّلاع على مقال حلمي النمنم مفيد ولكن هل يمكن تصويب العلاقات بين إيران والعالم العربي, مستندين بما نشير إليه الى اللبنة الأولى ألا وهي المبادرة الصينية بين السعودية وإيران؟.. وهل ما يحصل في غزه ممكن توظيفه في هذا المجال؟ أعتقد ان النقاش حول هذا الموضوع، ضروري وبديهي وان كانت الهيمنة الخارجية الغربية ستبقى تقفل الأبواب، وهدف الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تعميق الصراع خاصة الصراع الديني السنّي – الشيعي، توازيا مع ما ترسمه أحداث غزة من ان الغرب يرسم صورة له على ان الصراع الدائر في غزة الآن هو صراع أديان يهودي – إسلامي. والهدف الغربي منه تأليب الإسلام السنّي من خلال ما يقوم به الاخوان المسلمون كي يكونوا خط الدفاع المغذّي لهذا الصراع. والسؤال موجّه لقيادة الاخوان في غزة هل الصراع هو صراع يهودي – إسلامي؟ ام انه صراع لتحرير فلسطين وان الهدف منه احتضان كافة مكونات الشعب الفلسطيني كما كانت قبل الاعتراف الغربي بالدوله الصهيونية عام 1948, وليس الصراع إسلاميا – يهوديا؟ أيضا وماذا عن مصير اليهود في حال تم تأسيس دوله فلسطينية?.. أيضا ما هو مشروع الاخوان في فلسطين إذا رأينا اليوم من ان آلاف اليهود الذين يتحركون اليوم تأييدا للمقاومة ولتحرير فلسطين وليس تأييدا لمشروع إسلامي ضد مشروع يهودي عنصري كما تم طرحه في وعد بلفور..؟ أو أن يكون مشروعا إسلاميا فهذا يعني التنكّر لآلاف القوى الحيّة من يهود وغير يهود الآن الذين يتظاهرون تأييدا للدولة الفلسطينية ولحقوق الفلسطينيين، أليس مطلوبا شكر هؤلاء والتعاون معهم؟.. أما في حال عدم القيام بذلك سيؤكدون للقوى العالمية المؤيدة للحق الفلسطيني, ان الصراع هو صراع ديني وبهذا سيفقدون تأييد شعوب العالم؟ أيضا في حال هزم مشروع الفصل العنصري الصهيوني هل ستعتبر حماس والجهاد ان الدولة الفلسطينية هي دولة إسلامية تطبق فيها الشريعة كما إيران وأفغانستان؟.. أيضا وما الموقف من الدعوة التي أطلقها أبو عمار في أوسلو معتبرا ان الاتفاق يجب أن يكون اتفاق على تشريعات لدولة فدرالية علمانية أو حتى دولة كونفدرالية تحفظ كافة حقوق مكونات الشعب الفلسطيني؟.. أليس بهذا وحده سيكسب الفلسطينيون الرأي العام العالمي وإذا لم يفعلوا ذلك سيخسرون مشروعهم الذي دفعوا ولا زالوا مئات آلاف من الشهداء لأجله. ان شعار المقاومة لتحرير فلسطين يحمل في مضامينه من ان فلسطين هي لجميع مكونات الشعب وليس لحماس والجهاد بل هي دولة علمانية ينص قانونها الأول فصل الدين عن السياسة وان كنا نرى ان الشعار المحمول لدى ما يسمّى بالمقاومة الإسلامية يخدم التطرف الصهيوني ويبرر التطرف الديني وبالتالي يبرر ما يقوم به الصهاينة… أيضا هدف حماس والجهاد الظاهر هو تحرير القدس ولم يكن واضحا الهدف من ان ما يقومون به هو تحرير فلسطين.