IMLebanon

كذبة «حزب الله»… ومبرراتها؟!

الفرد 

عندما يقال ان حزب الله محرج سياسيا واعلاميا تصبح خبريته نقلا مزيفا عن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن ان «داعش» كان يمكن ان يصل الى جونية لولا حزب الله وهذا الخبر ان دل على شيء فعلى افلاس الحزب «ليصل الى حد اختراع ينسبه الى من ليس في وارد قول ما نقلوه عنه، من غير حاجة الى تصحيح او تكذيب.

لذا، كثرت السجالات السياسية في الاونة الاخيرة الى حد اعتبار اي نشاط يقوم به حزب الله في غير محله والامر عينه لجهة اعتبار اي نشاط لقوى 14 اذار بمثابة رد فعل في غير محله، لاسيما ان ما يدفع المواطن الى تلقيه من معلومات يطرحها الجانبان للتداول لا ترضي سوى  مصلحة الطارح، والا ما معنى القول مثلا ان حزب الله في تصرفه على الحدود الشمالية يخدم مصلحة «النصرة» و «داعش»، مقابل القول ان قوى 14 اذار مهتمة برد الفعل السلبي الذي لا يفرق بين مصلحة لبنان على الحدود الجنوبية وكذلك بالنسبة الى مصلحة لبنان على الحدود البقاعية – الشمالية والشرقية!

صحيح ان حزب الله ما كان ليتحرك من مواقعه على الارض السورية الا لانه شعر بأن هجمات «داعش» و «النصرة» ستؤدي الى خرق مواقع الحزب في البقاع الشمالي، حيث كان البعض يتوقع معركة تصفية حسابات لولا تدخل عنصر المفاجأة الذي دفع «داعش» و «النصرة» الى التراجع كي يصلا الى حد فرض امر واقع على الجبهة السورية، حيث شعرا بالخشية من قطع طريق الانسحاب عليهما، وهذا ما حصل من غير حاجة الى تبرير او تفسير، بعكس ما حصل في منطقة الجنوب حيث رد الحزب  بتفجير شحنة ناسفة عن بعد بآلية عسكرية للعدو الاسرائيلي، قيل بعدها من جانب اوساط الحزب ان العملية جاءت ردا على رمايات عسكرية اسرائيلية قبل ايام قليلة ادت الى  جرح جندي لبناني في مواقع متقدمة؟!

ان مأخذ انتقاد تصرف الحزب في البقاع هو غير انتقاده على تصرفه في الجنوب، وفي الحالين وجد  الحزب في انتقاده رد فعل سلبيا كان من الافضل ان لا يصدر عن امانة 14  اذار ورئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري في وقت واحد، خصوصا ان الجانبين اعتبرا تصرف الحزب رد فعل كان متوقعا بالنسبة الى تدخله في الحرب السورية، ومن ثم في رده على الرمايات الاسرائيلية!

لا شك ان ادانة محاولات الفصائل الارهابية القادمة من سوريا قد حصل من جانب امانة 14 اذار لجهة اعتبارها انتهاكا فاضحا للسيادة الوطنية، يستوجب التصدي له بالقوة نفسها من قبل الجيش اللبناني والسلطات الشرعية اللبنانية «لان مسؤولية الدفاع عن لبنان تعود حصرا الى الدولة اللبنانية كما انها مسؤولية دولية وفقا لشرعة الامم المتحدة والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمها القرار 1701».

واشارت امانة قوى 14 اذار الى الكلام الذي قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كمعادلة سياسية – امنية تحت عنوان «من يريد القتال فليذهب الى سوريا»، فيما تبين ان المعارك انتقلت الى لبنان جراء محاولات الحزب اقامة شريط عازل على الحدود اللبنانية – السورية «لحماية لبنان»!

ولجهة التفجير في مزارع شبعا، فانه استدعى التساؤل عن مبرره وجدواه بعد 8 سنوات على صدور القرار 1701 والذي التزم به الحزب في مجلس الوزراء من غير حاجة الى تبريرات مسبقة ام متأخرة، وهذا الكلام قد اغضب حزب الله «لانه كان يتوقع ردا ايجابيا لا يبرر العدوان الاسرائيلي الذي سبق عملية حزب الله، على اساس انه يخدم مصلحة «داعش والنصرة» ويستدعي انقساما لبنانيا ويلغي دور الجيش في مختلف مجالات مواجهة العدو ومواجهة كل ما من شأنه ان يؤثر على السلامة العامة في لبنان السيد الحر المستقل!

واللافت ايضا في رد فعل قوى 14 اذار، ان تكتل التغيير والاصلاح قد رد على الرد، قناعة من التيار العوني «حليف حزب الله» بأن «الواجب يفرض تأييد الحزب وليس انتقاده». وفي الحالين وقعت الواقعة وظهر كل طرف وكأنه لا يتأثر بمبررات سواه، وهذا من ضمن الامور الواجب اخذها في الاعتبار من غير حاجة الى القول انها تؤثر على الجهة الاخرى في المقابل!

المهم في خلاصة العملية السياسية التي هي على تنافر واضح بين مكونين اساسيين هما قوى 14 اذار وقوى 8 اذار، فان اي فعل من جانب احدهما سيلقى رد فعل من الجانب الاخر الذي ينظر الى الامور بمنظار مختلف تماما، الامر الذي يؤدي تلقائيا الى استمرار السجالات من منطلقات واحدة اسمها التباين وكأنه نهاية المطاف ولا بد من الاخذ به لتبرير التمزق الحاصل على الساحة اللبنانية؟!