»عاصفة الحزم» لا نقول فيها إلا ما قاله صاحب التسمية الملك عبدالعزيز مؤسس المملكة العربيّة السعوديّة: «الحزم.. أبوالعزم.. أبوالظفرات.. والتَّرْك.. أبو الفَرْك.. أبو الحَسَرات»، وأظنّ أن هذا ما كان يشعر به حسن نصرالله ليل الجمعة الماضي… فلم يحتج اللبنانيّون ومعهم مواطنيهم العرب هذه المرة إلا لبضع دقائق ليُدركوا أنّ ما أسماه حسن نصرالله «حججه» للردّ على تدخّل التحالف العربي لإنقاذ الشرعيّة اليمنيّة وإخراجها من «الزّلعوم» الإيراني الذي كان يبتلعها، دقائق، وهو «يلفّ ويدور ويوبّخ الدولة العربيّة وفشل سياساتها وتنابلة حكّامها»، ومن دون أن يعترف بالحقيقة ـ الهزيمة التي نزلت على أمّ رأسه وأم رأس إيران «الصامتة» حتى الآن، وهذا الخرس الإيراني ليس بسبب «الأدب الإيراني» و»احترام شؤون الدول الخاصّة»!!
هذا هو «الخرس الجبان العاجز»، أمام أسماء دولٍ كـ»باكستان» ـ على حدودها ـ ومصر ـ خير أجناد الأرض، وقبل الاثنتين المملكة العربية السعوديّة، خرست إيران، فاحتاجت إلى ناطقها ـ ما غيرو ـ ولكن بخطاب «خائب» و»فاشل» و»مثير للشقفة» على حزب الله ونهاية أمينه العام و»عاصفة الحزم» التي منعته من رفع إصبعه وهزّه في وجه العرب، والحمد لله أن «عشنا وشفنا» نصرالله عاجز عن هزّ اصبعه في وجوهنا، وعاجز عن حمل كوب الماء إلا بكلتيْ يديْه، ونتساءل: ألم يلاحظ أحد من المتابعين لإطلالات الرّجل أن ارتعاشاً يعتري كلتا يديه وأنّه يُداريه بطرق شتّى!!
بالطبع لم يصدّق أحد ما طالعنا به نصرالله في «كاملة الأوصاف» الجمعية الخيريّة الإيرانيّة للتعجيل بخراب الدول، تجاهل نصرالله ـ مستغبياً جمهوره تحديداً ـ أنّ أوراق إيران «مفضوحة» في المنطقة منذ العام 2006، وأنّ من هم رؤساءه في الدولة الإيرانيّة تصريحاتهم وتبجّحهم لا يزال يرنّ في آذاننا، لذا سنستعير له بعض من تجاهله وعلى طريقة: «إنْ كانت ناسي أفكّرك»، أو على طريقة أكثر شعبيّة: «إن كنتوا نسيتوا اللي جرى هاتوا الدفاتر تنقرا»، ومن دفاتر نصرالله وإيران عندنا آلالاف الصفحات التي تصرخ في وجه خطاب الجمعة الكذبوي»: «إكذب.. إكذب.. إكذب»!!
الشهر الماضي خرج علينا علي شيرازي، ممثل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في فيلق القدس ليقول بأعلى الصوت: «إن جماعة الحوثي (أنصار الله) في اليمن هي نسخة مشابهة من حزب الله في لبنان، وستدخل هذه المجموعة الساحة لمواجهة أعداء الإسلام»، أما صحيفة «كيهان» التابعة للمرشد الإيراني، فاعتبرت انتصار جماعة الحوثي في صنعاء ورفعهم صور الخميني، والخامنئي بمثابة انتصار وامتداد طبيعي للثورة الإيرانية ومبادئها».
وقبل أيامٍ قليلة توقفنا مطوّلاً أمام مقالة كتبها رئيس تحرير وكالة مهر الإيرانية «حسن هاني زادة» تحت عنوان شديد الخطورة هو: «الوحدة بين إيران والعراق لا بدّ منها»، وبحسب زادة فإن «الشعبَيْـن العراقيّ والإيرانيّ تربطهما «وشائج دينية وتاريخية» حصرها هاني زادة بكون «الأغلبية من سكان العراق معروف انتماؤها العقائدي إلى مذهب أهل البيت»، ورأى «أن الإرهاب يضرب ذلك البلد (العراق) بسبب «الحقد العربي الدفين إزاء أتباع أهل البيت» أي الشيعة»، إذن هذه هي «اللغة» التي نطقت بها مقالة زادة لتكون سبباً وجيهاً لقيام «وحدة بين إيران والعراق»!! وفي مقالته حقّر زادة العرب فتوجّه في مقالته إلى العراقيين وبـ»لغة شعوبيّة حديثة» بالقول: «على الشعب العراقي وبالتحديد البرلمان العراقي أن يتجه نحو الوحدة مع أصدقائه الحقيقيّين وينسلخ من ثوب العروبة المزيفة لأن كل ويلات العراق سببها وجود العربان (…) ووجّه زادة الدعوة إلى العراقيين لترك «العروبة المزيفة الجاهلية وتراب «الذل العربي» وتغيير ملابسهم بعيداً عن «الدشداشة والكوفية»!!
وقبل أسابيع أطلق علي أكبر ولايتي يقول إن إيران تدعم «نضال» الحوثيين ويشبههم بحزب الله في لبنان…وأنّ طريق تحرير فلسطين يمر عبر اليمن، وقبل أيام قليلة هدّد الجنرال محمد جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني بسيطرة القوة البحرية الإيرانية» بلغت قوة فريدة» على الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان!!
في هذه اللحظة العربية التاريخيّة، نبقى متمسكين بما كان يقيننا وإيماننا دائماً وكتبناه مرة تلو المرّة لتصديقنا لنبيّ أمّتنا الصادق الأمين صلواتُ الله عليه: «الآتي؛ لم يعد يخيف اللبنانيين ولا العرب، لأنّ الصادق الأمين دعا على كسرى أن يُمزّق الله مُلْكَه، ولن يلتئم أو يقوم مُلْكٌ دعا عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يتمزّق، فنحن نصدّق نبيّ الله ونؤمن به، وبأن كلّ ما قاله صدقٌ وحقّ لأنه: «لا ينطق عن الهوى *إن هو إلا وحيٌ يُوحى» [سورة النجم]، صدق الله ورسوله، وكذبت إيران وانهزمت وانكسرت وكلّ مخطّطاتها!!