يتساءل المواطن العربي لماذا هذا الموقف السعودي من دويلة قطر؟ والبعض يقول ما هي أهمية قطر بالمقارنة مع المملكة العربية السعودية؟
بكل بساطة المملكة العربية السعودية تتصرّف دائماً بأنها زعيمة العالم العربي هي ومصر وتاريخ المملكة يشهد بذلك، وهنا تحضرني الزيارة التي قام بها المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الى سوريا عام 1973 بعد حرب تشرين المجيدة ومعه أيضاً المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز وكان حينذاك وزيراً للتربية.
يومها بعد صلاة الجمعة في الجامع الأموي في دمشق كان الآلاف من المصلين ينادون قائلين «بدنا نصلّي في القدس يا فيصل»، وكان يرد على الجماهير: إن شاء الله.
حادثة ثانية تذكرتها وهي اللقاء الشهير مع وزير خارجية أميركا اليهودي هنري كيسنجر فاستقبله وبالرغم من أنه يجيد اللغة الانكليزية بشكل ممتاز الا انه جلب معه مترجماً وذلك عن قصد، ويومها طلب هنري كيسنجر من المغفور له الملك فيصل وقوداً لطائرته فأجابه الملك فيصل قائلاً وأنا عندي أمنية: أريد أن أصلّي في القدس.
من ناحية ثانية، عندما غزا الرئيس العراقي صدّام حسين الكويت، وللتاريخ أقولها، لولا وجود الملك فهد بن عبدالعزيز والطلب من الاميركيين بالمساعدة على استرجاع الكويت لم تتحرك الطائرات الاميركية وجاء 500 ألف جندي من قوات الحلفاء للمساعدة على استرجاع الكويت، وكان يومها الملك فهد قد أبلغ الاميركيين بأنّ المملكة مستعدة لتحمّل كامل التكاليف العسكرية لاسترجاع الكويت.. علماً أنه خلال الغزو العراقي كان الملك فهد قد أرسل ابنه الامير محمد ومعه قوة عسكرية طالباً من أمير الكويت رحمه الله الشيخ جابر الاحمد ومعه ولي عهده الشيخ سعدالله رحمهما الله، والامير الحالي الشيخ صباح الذي كان يومها وزيراً للخارجية، وقال الامير محمد للشيخ جابر إنه يتمنى على الامير أن يأتي الى المملكة لأنّ صدّام يريد أن يأسره ليحكم الكويت من خلاله وهكذا قَبِل الامير مغادرة الكويت الى المنطقة الشرقية في المملكة كي يفوت على صدام هذه الفرصة.
أمام هذه المحطات التاريخية من المواقف الوطنية نرى أنّ دويلة قطر حسب الفضيحة التي كشفتها صحيفة «فايننشال تايمز» قد دفعت مليار دولار من أجل إنقاذ 26 مواطناً قطرياً كانوا في رحلة صيد وبينهم 13 فرداً من العائلة المالكة والسؤال الكبير لمن دفعت تلك الأموال؟ الى الارهابيين…؟!
في المقابل فإنّ قطر تؤوي القرضاوي أحد زعماء الإخوان المسلمين نكاية بمصر، كذلك تدعم «حماس» نكاية بالسلطة الفلسطينية لشق الصف الفلسطيني.
هذا غيض من فيض ما أغدقته وتغدقه حكومة قطر على: النصرة- القاعدة- الحشد الشعبي، والمعارضين الارهابيين وداعش والميليشيات التابعة لإيران.
وهذه المعلومات موثقة لدى القيادات في الدول الخليجية وطبعاً لدى الولايات المتحدة الاميركية، من هنا قول الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس إنه خلال القمة سأل القادة العرب والمسلمين عمّن هو الذي يموّل الارهاب فجاء الجواب بالإجماع: إنها قطر.
باختصار إنه في الوقت الذي تقدّم المملكة العربية السعودية الغالي والنفيس لكل العرب، وفي وقت أنّ التحرّك السعودي الأخير جاء للقضاء على مشروع ولاية الفقيه والمهدي المنتظر، وفي وقت حسب ما نشرته مجلة «الدستور» اللبنانية عام 1983 عن وصية الإمام الخميني يومها قال: «وصيّتي بعد الحرب مع العراق أن يرتفع العلم الايراني فوق الاراضي المقدّسة في المملكة العربية السعودية والكويت والعراق ومصر(…)».
في هذا الوقت بالذات يدعو أمير قطر الى أفضل العلاقات مع إيران؟ بالله عليك يا أمير دويلة قطر التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف مواطن 60% منهم سعوديون وتطلب أن تكون على أطيب العلاقات مع إيران؟!.
عوني الكعكي