Site icon IMLebanon

عملية تكتيكية محدودة؟

واضح تماماً أن بنيامين نتنياهو يريد إستمطار تفجير للأوضاع، يأتي عبر رد كبير يقوم به “حزب الله” على العدوان في القنيطرة، وواضح ايضاً انه نفّذ عدوانه على خلفية حسابات سياسية خارجية وانتخابية داخلية، ولعل الأوضح انه يريد الآن إستباق الرد وحجم الرد، عبر محاولات سخيفة للإيحاء بأن اسرائيل لم تسع الى تفجير كبير للأوضاع ولا تريد قلب الأمور!

يعتقد نتنياهو انه يمكنه ان “يقتل القتيل وان يمشي في جنازته”، لكنها حسابات لن تنطلي على أحد، ولهذا لا قيمة لبيان المصدر الأمني الاسرائيلي الذي أعلن “ان تل ابيب لم تكن على علم بوجود الضابط الإيراني في السيارة التي استهدفت، وان الهجوم كان يستهدف وحدة ميدانية كانت في طريقها لتنفيذ هجوم على الحدود الاسرائيلية، وكان يعتبر بمثابة عملية تكتيكية محدودة”!.

هذا بيان موجّه الى الرأي العام في الخارج، ويريد العدو توظيفه للإيحاء بأن أي رد قد يتطور ويفجّر الاوضاع سيكون من مسؤولية الايرانيين و”حزب الله”، لأن ما فعلته اسرائيل كان المقصود منه “عملية تكتيكية محدودة”، لكن البيان الموجّه الى الداخل، وتحديداً الى الناخب الاسرائيلي قبل شهرين من موعد الإنتخابات، كان قد صدر مباشرة بعد العملية أي فجر الإثنين الماضي.

قبل الحديث عن ذلك البيان من الضروري الملاحظة ان كل المعلومات الاسرائيلية كانت اولاً عبارة عن تسريبات “المصادر الأمنية”، وهدف هذا انها لم ترد إصدار بيان رسمي عن عملية لا تعرف كيف ستتطور، ووقت تلتئم المحكمة الجنائية الدولية للنظر في جرائم الحرب الاسرائيلية في حق فلسطينيين.

فجر الإثنين كانت تسريبات “المصادر الأمنية” مختلفة تماماً، عندما اعلنت “ان سلاح الطيران قصف حافلة في منطقة القنيطرة أدت الى مقتل عديدين بينهم أحد قادة الحرس الثوري الإيراني الذي كان يخطط لعمليات في الشمال”، أكثر من هذا زعمت المصادر ان اسرائيل كانت على علم بهوية العناصر التي وُجدت في الحافلة وبهدف وجودها هناك!

طبعاً هذه محاولة مكشوفة في إتّجاهين، اولاً لجهة الإيحاء بأن الاختراقات المعادية في “حزب الله” تصل الى سوريا التي كان السيد حسن نصرالله قد هدد بالرد على أي عملية اسرائلية عليها، وثانياً للإيحاء للناخب الاسرائيلي بأن نتنياهو هو الأفضل لضمان أمن اسرائيل!

وفي حين توعّدت ايران بـ”صواعق مدمرة” رداً على العملية، تمضي “المصادر الأمنية” الاسرائيلية في توسيع دائرة الخوف، لا بالحديث عن عملية انتقامية مفاجئة كالقصف بالصورايخ فحسب، بل بالحديث عن أنفاق في الجليل الأعلى يمكن ان يستخدمها “حزب الله” لشن هجوم.

“الصواعق المدمرة” التي هددت طهران بها ليست ولا يفترض ان تكون موضوعة على روزنامة نتنياهو لجهة الزمان والمكان والكيفية والحجم!