Site icon IMLebanon

ربط أزمة اللاجئين بـ«النووي» الإيراني

قضيتان تشغلان اهتمام وسائل الإعلام – أزمة اللاجئين في أوروبا، والاتفاق النووي الإيراني – ينبغي ربطهما معا في النقاش السياسي الدائر حاليا في الولايات المتحدة، فلا تُظهر أزمة اللاجئين التي تجتاح الحدود الشرقية الأوروبية أية بوادر على الانحسار، وقد يتوقف تدفق اللاجئين مؤقتا خلال الخريف المقبل بسبب ازدياد قسوة الطقس، غير أن المشكلات التي تسببت في الأزمة سوف تزداد سوءا بالتأكيد، كما أن أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تفاقم أوضاع اللاجئين هو التنفيذ المرتقب للاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس الأميركي باراك أوباما مع إيران. وينبغي للجمهوريين تذكير الجميع بأن القضيتين مرتبطتان بعضهما ببعض.

تنتظر إيران – وهي العامل الرئيسي في عدم استقرار المنطقة – تدفق الأموال إليها بعد الاتفاق النووي، كل ذلك بفضل الرئيس باراك أوباما وحلفائه في الكونغرس. فما الذي سيفعله القادة الإيرانيون بهذا التدفق في الأموال؟ ستتركز بعض الأمور التي سيفعلونها بالتأكيد على زيادة قدرة مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية، وزيادة تمويل المذابح التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتغذية الصراع الطائفي المتنامي بين الشيعة والسنة في العراق، فضلا عن سكب مزيد من الموارد في أيدي حلفائهم في الحرب الأهلية اليمنية. كل هذه الأمور لن تتسبب فقط في تأجيج مزيد من الاضطرابات والفوضى في المنطقة بأسرها، وإنما أيضًا ستؤثر بشكل مباشر على تدفق مزيد من اللاجئين.

دعونا أيضًا نتذكر أن أوباما لم يستطع – أو لن يستطيع – التفاوض على إطلاق سراح الأميركيين الأربعة المحتجزين أو المفقودين في إيران، في مقابل مليارات الدولارات التي يحصل عليها القادة الإيرانيون نتيجة الاتفاق النووي مع الرئيس الأميركي، لكن هذا لا يعني أن الناس لن يتأثروا بشكل مباشر من الاتفاق، فأنا أتوقع أننا سنرى عشرات الآلاف من اللاجئين الإضافيين نتيجة الاتفاق النووي الإيراني، وسيدخل الولايات المتحدة نصيب لا بأس به من اللاجئين.

ينبغي لكل عضو في الكونغرس وكل ديمقراطي مرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، ويدعم الاتفاق النووي الإيراني، أن يتحمل بعض المسؤولية السياسية عن العواقب الوخيمة التي يسفر عنها هذا الاتفاق.

وتنذر الكاتبة بيغي نونان، في مقال تحت عنوان «المهاجرون والنخبة» بصحيفة «وول ستريت جورنال»، بأن الجدل السياسي المقبل في الولايات المتحدة سيكون بشأن عدد اللاجئين الذي يمكننا استيعابه. وكما قالت نونان، فإن أزمة اللاجئين هي «كارثة تتكشف أمام أعيننا»، وإن «الضعفاء غير المحميين لديهم الحق في القلق». وبينما تزداد الكارثة سوءا، سيتخذ الجدل السياسي في بلادنا المسار المألوف بتوجيه الليبراليين الاتهام للجمهوريين بعدم الرحمة وما إلى ذلك. وسيكون من الإنصاف للجمهوريين أن يذكروا الديمقراطيين بأن أزمة اللجوء حدثت تحت أعين أوباما، وأنها – في الحقيقة – تفاقمت نتيجة إخفاقات سياسته الخارجية في سوريا، وكذلك إصراره على الإذعان لإيران.

إن النتائج المترتبة على تعزيز قوة إيران هي بالتأكيد مزعجة وقد تكون كارثية. وينبغي مساءلة الديمقراطيين الذين أيدوا الاتفاق النووي، وبخاصة وزير الخارجية جون كيري، والمرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة هيلاري كلينتون، ومن هم أعلى في المنصب. الأمر يرجع إلى الجمهوريين في التأكد من ربط النقاشات حول الاتفاق النووي الإيراني بأزمة اللاجئين في عقول الناخبين، ومواصلة هذا الحال طيلة فترة الحملة الانتخابية المقررة عام 2016.