IMLebanon

ربط أميركي لانتخاب الرئيس بولادة الاتفاق النووي

أطلق سفير دولة كبرى معتمد لدى لبنان صفة “النووي” على رئيس الجمهورية المنتظر انتخابه، وذلك امام رئيس كتلة نيابية وازنة ومؤثرة في العملية الانتخابية ثم شرح المقصود بهذا التشبيه، فقال ان الانتخاب سيتحقق بعد ولادة الاتفاق النووي بين الدول الخمس زائد واحد، لافتاً الى ان المعلومات التي تلقاها عن نتيجة محادثات وزير الخارجية الاميركي جون كيري في باريس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس ومع وزراء بريطانيا وألمانيا والاتحاد الاوروبي، مؤداها ان بلاده لن تتدخل للتعجيل في انتخاب الرئيس في لبنان قبل الاسابيع المقبلة التي يعترف بأنها ستكون “محرجة” لانجاز الاتفاق النووي .

وتتقاطع المعلومات الديبلوماسية من مصادر اوروبية حول الاستحقاق الرئاسي، بأن أي ضغط دولي لن يمارس لانتخاب رئيس قبل ان يتم التفاهم المسيحي وتحديداً الماروني على مرشح توافقي، او على الأقل يكون مقبولا ، بعد عشرة أشهر تقريبا على شغور الكرسي الرئاسي، لانه لم يعد مسموحا بقاء البلاد من دون رئيس للجمهورية، يحدث غيابه خللا في توزيع الرئاسات الثلاث، فيشلّ مجلس النواب وعمل الحكومة التي تنتج وتتوقف بين فترة وأخرى.

واللافت ان السفير الاميركي ديفيد هيل جدّد نصائحه لعدد من المسؤولين ومن بينهم العماد ميشال عون بضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وفي رأيه ان “لا سبب للتأخير، وقد حان الوقت لوضع استقرار لبنان قبل السياسات الحزبية”. واعتبر متابعون للملف ان ما يقصده هيل هو ان يفسح كل من عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في المجال امام مرشح مقبول للرئاسة.

الا أن ما ورد من معلومات من باريس عن هذا الاستحقاق نتيجة لقاءات وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس يشي بأن لا انتخاب للرئيس في موعد قريب، بل ان ذلك مرتبط بوزير الخارجية الاميركي وبتوقيع الاتفاق النووي بين الدول 5+1 من جهة، وإيران من جهة اخرى، على الرغم من ان الغرض من زيارته لباريس طمأنة نظيره الى ان لا استغياب له كما لسائر الأطراف المشاركة في عملية التفاوض اي إضافة الى فرنسا، كل من روسيا والصين وبريطانيا وألمانيا.

وأفادت المعلومات الواردة الى بيروت ان كيري اضطر الى الانتقال بسرعة الى فرنسا – بعد زيارته الى الرياض لطمأنة السعوديين الى محادثاته المطولة مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في مونترو في سويسرا، وذلك لتبديد قلق الرئيس فرنسوا هولاند وفابيوس بعدما توافرت لديهما معلومات عن امكان رفضهما توقيع الاتفاق النووي اذا لم يُصر الى تحديد عدد اجهزة الطرد والتفتيش والمراقبة، فيما واشنطن غير متمسكة بالعدد.

وفي المعلومات أيضاً ان كيري ونظراءه اتفقوا على وجوب إظهار ايران سلمية برنامجها النووي. كما ان الدول الست المفاوضة مع ايران ملتزمة بعدم حصول طهران على السلاح النووي.

وما يمكن استخلاصه، ان على المرشحين ان يدركوا خطورة الواقع الذي وصلت اليه البلاد بعد العجز في انتخاب رئيس وتداعياته السلبية واستقالة النواب من واجبهم في انتخاب الرئيس وتحولهم أدوات انتظار ليأتي الامر من الخارج.