لا تؤاخذونا… نحن لا نستطيع أن نسكت.
الساكتُ عن الشرّ هو شيطان أخرس؟
هكذا، وبلا مقدمات، وبسؤال افتراضي نقول:
لو أنَّ مارونية الرئاسة الأولى كانت شيعيّةً أو سنيَّةً أو حتى درزية… هل كان هناك شغور رئاسي؟ وهل كان استمر هذا الشغور سنتين وأكثر؟ وهل كان سيستمر مفتوحاً على الغامض الآتي من الزمان؟
وسؤال افتراضي آخر:
لو أنَّ الذين هُجِّروا من الجبل، واقتُلعوا من ديارهم منذ سنة 1976 كانوا غير مسيحيين، هل كان هناك مهجرون ما زالوا مبعدين عن قراهم، محرومين من تعويض العودة على مدى أربعين من السنين، فيما هُجِّرت المليارات الى قرى ومناطقَ أخرى مشفوعةً بنفوذ قيادات الطوائف الأخرى؟
سؤال إفتراضي ثالث:
لو أن القيادات المارونية لم تشنّ على نفسها حروب إلغاء عسكرية وسياسية وصولاً الى حرب الإلغاء على هذا الإستحقاق الرئاسي، فهل كانت الحال المسيحية وصلت الى حدود ما كان يعرف بأهل الذمّة، وهل كان الشاعر المتنبي يشكو سيف الدولة الى سيف الدولة الذي هو الخصم والحكم؟
سؤال إفتراضي رابع:
لو أنّ القيادات المارونية، لم تستخدم الشريط الإنتحاري الناسف للنفوذ المسيحي، ولو تمكَّنتْ من إقامة كيان سياسي يُضْفي مهابةَ الزعامة على مرجعيات مرهوبة الجانب، فهل كان هناك تشطيب للمسيحيين في مراكز الدولة ومؤسساتها، وفي المراسيم والقوانين والقرارات؟
وها كان هناك تشطيب للمسيحيين في لوائح الإنتخابات البلدية؟
وها كانت هناك مخاوف من تشطيب المسيحيين في سجلات النفوس اللبنانية، في ظل هذا الزحف المليوني الغريب الذي يجتاح أرض لبنان؟
وثمة سؤال رابع غير افتراضي…
هل يعرف القادة الموارنة أن كلّ حقٍّ يضيع، إن لم يكن وراءه مُطالب؟
وأن المقعد الرئاسي قد يضيع لأنّ كلّاً منهم يطالب به لنفسه؟
وأنَّ حقوقاً كثيرة ضاعت بسبب مفهوم «غريزة الفردانية على حساب مفهوم سلطة الدولة بحسب نظريـة أرسطو؟
وهل يعرفون أنَّ الحق المطلق يضيع ما دام كلٌ منهم يطالب بحقه هو، ودوره هو، ووصوله هو، ومصلحته هو، ووجوده هو، حتى لو كان ذلك على
حساب الحق المسيحي العام والدور المسيحـي العام والمصلحة المسيحية والوجودية العامة؟
وثمة سؤال ماروني أخير…
الى متى، يبقى رب البيت يضرب بالطبل، والطبل قد تعوَّد على اللِّطام؟
والى متى سيظلُّ أهل البيت يرقصون مذبوحين من الألم؟